أحمد المغلوث
كثيرون فيما مضى من زمن كانوا يعانون من تشابه أسمائهم مع العديد من أسماء أفراد قبيلتهم أو حتى أسرهم بل ويحدث أحياناً أن يتعرضوا للحجز في المطارات والمنافذ عن سفرهم أو مغادرتهم إلى الخارج.. لكن بفضل الله ثم لاعتماد حكومتنا الرشيدة رقم السجل المدني كإثبات شخصي موثوق أبعد عن الجميع تلك المتاعب التي قد يواجهها البعض فيما مضى. وشعوب عديدة عانت من تشابه الأسماء. لكنها هي الأخرى باتت تعتمد الرقم الوطني مما أبعد عن الجميع شبح التوقيف أو المتاعب المختلفة التي كانت تنتج عن تشابه الأسماء والعائلات.. ومنذ القدم وتشابه الأسماء وحتى المفارقات والمطابقات الخادعة تضلل الناس وتضعهم في حيرة من أمرهم.. وأذكر أن من المواقف العجيبة والمثيرة التي ربما لا تصدق وما حدث لرجل الأعمال «جورج بريسون» من كونتيكت الذي اضطر للتوقف بسيارته في «لوسيفيل بولاية كنتاكي» على الرغم من عدم إدراجه تلك المحطة في برنامج سفره. ولم يكن الرجل مستعجلاً فلديه كما يقال فسحة من الوقت. كما أنه لم يشاهد المدينة من قبل. نزل في فندق «براون» وحجز الغرفة 307 وبعد لحظات سلمه موظف الاستقبال رسالة موجهة إلى السيد «جورج بريسون الغرفة 307 لقد كان نزيل الغرفة السابق» جورج بريسون آخر من مونتريال بكندا والرسالة موجهة إليه.. وفي العام 1949م وقعت مصادفة غريبة ومثيرة ومضحكة في الوقت نفسه مع رجل من بنسلفانيا اتهم بالتشرد. وأصر المتهم على أن الشرطة مخطئة وأنه يملك منزلاً يحمل الرقم 714 في شارع مكلفاين وردت الشرطة: قل ذلك في المحكمة وبعد أيام مثل المدعي عليه أمام القاضي ربونسون لوري الذي سأله من أين جئت بذلك العنوان؟ فرد المتهم إنه عنوان صحيح يا سعادة القاضي. فقال القاضي بحدة: أعرف ذلك لأنه عنواني. أحكم عليك بالسجن ثلاثة أشهر.. ومن الأشياء العجيبة والتي ربما لا تصدق ما حدث في وفاة رئيسي أمريكا الثاني والثالث جون أدامس وتوماس جيفرسون في اليوم نفسه ومصادفة وقوع ذلك اليوم في الرابع من يوليو 1826م الذكرى الخمسين لتوقيع بيان استقلال أمريكا. ومن المطابقات الغريبة جدًا ما سجلته كتب التاريخ أنه كان بين الحلفاء اتفاق على اختيار رموز خلال تحضيرهم لاجتياح مقاطعة نورماندي الفرنسية في العام 1944م تضمنت خططهم بعض رموز الشيفرة البالغة السرية مثل «ملبري» و»نيتون» و»أوهاما» و»يوتاه» ومن السهل تخيل دهشة قادة الخلفاء لدي ظهور هذه الكلمات في إحدى شبكتيلكلمات المتقاطعة في صحيفة «ديلي تلغراف» اللندنية كيف اختار معد الشبكة تلك الكلمات ما لم يعلم بخطط الاجتياح؟ وهو كان مدرساً يدعى ليونارد داو وأمضى وقتاً طويلاً في إقناع السلطات بأنه ليس جاسوساً نازياً وأن اختياره لم يكن إلا مطابقة غير معقولة اكتشف فيها وبعد سنوات أن بعض السجناء تم إدانتهم بجرائم لم يرتكبوها. وكان وراء ذلك حظهم العاثر لتشابه أسمائهم بأسماء أشخاص هم الذين كانوا وراء هذه الجرائم. أو أن صورهم كانت تشبه لحد كبير صورهم. تذكرت ذلك عندما كنت أنتظر عندها قام آخر متجهاً إليها فدهشت الممرضة وراحت تردد اسمه واسم والده وحتى جده. فرد أحدهما اسم عائلتي هو (...) فطالعت الممرضة الملف وقالت له لست أنت.. فعاد الرجل إلى مقعده. وهو يردد بينه وبين نفسه شيئاً ما.. لم اسمعه...؟!