أ.د.عثمان بن صالح العامر
من نافلة القول هنا إن القيم هي أساس تقدم الوطن، ورمز حضارته، وعنوان نهضته، وسر استقراره، والقاعدة الأساس لتحقيق تنمية شاملة مستدامة لأهله وقاطنيه، ولذا فلكل عملية تغيير قيمها الرئيسة المنبثقة عن مرجعيتها الواردة في نظامها الأساس.
ووزارة التعليم، جعلت من أهم القيم ذات المرجعية الإسلامية التي سترافقها في مشروعها التغييري الذي ينشد مستقبلاً وطنياً مشرقاً لجيل الغد:
- قيمة الوسطية، التي أكد عليها معالي الوزير في ثنايا حديثه مع كتاب الرأي في صحفنا المحلية، يوم الأربعاء 28/ شوال/ 1442هـ، مبيناً ما يعنيه هذا المصطلح من الاعتزاز بالذات الحضارية المتسامحة، وفي ذات الوقت تقبل الآخر والتعايش معه، فنحن اليوم لا يمكن بحال أن ننعزل عن العالم، أو نكون بمنأى عن أحداثه، وديننا الحنيف دين التسامح والتواصل مع الغير. وإذا كانت هذه القيمة مطلب الجميع في بلادنا المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً، فإن وزارة التعليم يقع عليها مسئولية تشكيل السلوك وبناء الاتجاهات، ولذا لا عجب أن تكون الوسطية أول القيم التي جاءت في لقاء معاليه، وواجب من في الميدان التعليمي أن يكون (بناء الشخصية الوسطية) أول الأولويات لديهم توعية ووقاية وعلاجاً. ليس هذا فحسب بل أكد معالي الوزير أن الوزارة عازمة على أن نكون نحن في مناهجنا وطرائق تدريسنا ومعلمينا رواد الوسطية ومصدّريها، فالمملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين، وحقها أن تكون هي مصدر الإشعاع الدائم لمنهج الإسلام الوسطي الصحيح.
- قيمة التسامح. مع أن هذه القيمة متضمنة تلقائياً مع التزامنا بالوسطية، إلا أن معالي الوزير ذكرها مستقلة لأهميتها في ترسيخ ثقافة التعايش والتواصل مع المجتمعات عموماً، التي هي من أهم سبل التقدم العلمي والرقي الحضاري والتزود المعرفي.
- قيمة الجودة والإتقان، فنحن في زمن التسارع التقني، والتقدم العلمي، ولا سبيل للمنافسة العلمية العالمية إلا بهذه القيمة الهامة التي يجب أن يتحلى بها كل منتمي لهذه المهنة الشريفة (التعليم)، ونحن في الوزارة على سبيل المثال لو أردنا التغيير الشكلي غير المتقن لكان ذلك ممكناً بأسرع وقت وأقل جهد، ولكن ما أردناه تغييراً مدروساً دراسة علمية واعية بالتحديات والمتغيرات والفرص والعقبات، ويفي بمتطلبات المرحلة على أساس صحيح ومتين، فكان لزاماً من الإتقان الذي هو عنوان من عناوين ما هو قادم في طريقنا الطويل للوصول إلى ما ينتظره ولاة أمرنا منا ويوصوننا به دائماً، وما هو حق علينا للأجيال القادمة التي هي على مقاعد الدراسة اليوم.
- الاعتزاز بالهوية الوطنية، وهذه من القيم المهمة التي حرصت الوزارة على تضمينها مناهجها التعليمية سواء بطريق مباشر أو غير مباشر حتى في المواد العلمية البحتة، وذلك من أجل غرس مفاهيم الوطنية، وزرع حب الوطن في نفوس الطلاب والطالبات منذ الصغر، فضلاً عمّا هو موجود في مادة التاريخ التي خضعت للتغيير بالاشتراك مع دارة الملك عبدالعزيز لتعطي الطالب صورة حقيقية عمّا كان من مؤسس هذه البلاد المعطاء ورجاله، جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته والملوك من بعده وصولاً لعهد العزم والحزم، عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسيدي ولي العهد الأمين حفظهما الله. والاهتمام بهذه القيمة ليست مسئولية التعليم فحسب بل يجب أن تكون هماً مشتركاً لدى جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية بدءًا من الأسرة مروراً بالإعلام والمسجد والمجتمع بكل فئاته ولدى جميع طبقاته.
- كما عرج معاليه على قيمة الانضباط، وقيمة المسئولية الشخصية لدى من هم في الميدان عن انضباط وقوة وفاعلية العملية التعليمية، وقيمة الإيجابية والفاعلية من أجل غد تعليمي أفضل، دمتم بخير وتقبلوا صادق الود وإلى لقاء الجمعة حيث الحديث عن (إستراتيجية الوزارة في مواجهة الفكر المتطرف) بإذن الله، والسلام.