د.عبدالعزيز الجار الله
هل سيعود العالم إلى تكتلاته القديمة إلى ما قبل الثورة الإيرانية عام 1979م؟ أمريكا تجمع الآن تسعى إلى جمع شتات الشرق الأوسط التقليدي وأيضاً الجديد والكبير بعد أن تحول الصراع إلى دوائر أكبر وأوسع، صراع أمريكا وحلفاؤها، ضد تكتل روسيا والصين، فقد أصبحت جميع الأوراق فوق الطاولة وكل يوم تزداد سخونتها.
مر الشرق الأوسط في التاريخ الحديث والمعاصر بعدة تطورات سياسية وجغرافية على مستوى الحدود وقيام واستقلال الدول:
- بعد الحرب العالمية الأولى 1918م وربما قبل هذا التاريخ كان معظم الشرق الأوسط يدور في محور بريطانيا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في الشرق القارة الهندية والغرب الجزر البريطانية، تسيطر استعمارياً ونفوذ سياسي وعسكري على التقسيمات القديمة: بلاد الشام والعراق ومصر والخليج العربي والجزيرة العربية والشمال الأفريقي وشمال غرب آسيا تركيا، وآسيا الوسطى إيران والهند والباكستان وأفغانستان، وتشاركها فرنسا وألمانيا وإيطاليا ويمتد النفوذ إلى دول شرقي إفريقيا.
- ثم خلفتهما أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية 1945م حيث هيمنت سياسياً وجغرافياً على هذه الدول وما يعرف باسم الشرق الأوسط الكبير لدخول إيران والباكستان وتركيا ضمن محيطه، ومدت أمريكا نفوذ هيمنتها السياسية والعسكرية على بحار وشواطئ الشرق الأوسط، بحر العرب والبحر الأحمر والخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط إضافة إلى الهيمنة السابقة للمحيط الهندي والمحيط الأطلسي.
ما يحدث من تحضير حالي لحرب باردة أو مواجهة عسكرية ما بين أمريكا وأوروبا وحلفائهم في الشرق الأوسط، وبين روسيا والصين، حيث تتم المصالحات والنزاعات القديمة بما فيها إيران ما بعد الثورة لتحييد الدول ومحاصرتها وعزلها عن معسكرات القوى الأخرى.
إذاً نحن في الشرق الأوسط قد نشهد مرحلة جديدة ربما عودة إلى تحالفات ما قبل الثورة الإيرانية رغم الفوز في الانتخابات الإيرانية لقيادة متشددة، لكن التطورات السريعة والساخنة تفرض تحالفات بين دول المنطقة بحسابات مغايرة ومعطيات جديدة.