إيمان الدبيّان
لكل زمان ناسه وأحواله، ولكل عصر مجتمعه وأعماله، وفي هذا الوقت وهذه الأيام الكثير من الناس لا وقت لديه، ولا زيادة للوقت بيديه، المُعظمُ منّا مستعجل، والأغلب فينا مُتملل؛ لذا ألجأ في مقالاتي للاختصار، مع بقاء المعنى كاللمار، فأحرص أن يكون حرفي بسيطاً خفيفاً، كما هو دائماً عن التعقيد بعيداً، أطرق به باب قلوب حزينة، وأهمس لها بأن الحياة حقاً جميلة، وأحاور عقولاً رصينة، وآخذ منها حكمة بليغة، ويراقص قلمي أرواحاً سعيدة، فيرسم على محياي ابتسامة رقيقة.
هكذا هي الحياة في جمودها نفور، وفي مرونتها حبور، إن سارت على وتيرة واحدة عَثَرتْ، وإن مشت على مسارات متنوعة عَبَرَتْ، إن تفاعلنا أعطتنا، وإن تبلدنا حرمتنا.
الحياة كما هو الدين معاملة، وليست شكلاً ومشاكلة، والمعاملة تكون بعدم التدخل في شؤون الآخرين، والبعد عن الظلم لفظاً وفعلاً للبعيد أو القريبين، المعاملة تكون بترك نوايا الخلق لخالقها، والأخذ بما يبديه ظاهرها، فهناك مُطَّلِع رقيب، ولا شيء عنه يغيب.
تسرع بنا الحياة، ونسرع معها، إن توقفنا تركتنا، وإن لم نواكبها كبلتنا، نمشي مع جديدها، ولا ننسى القيّم من قديمها، نحارب فيها الشائعات، وندعم وننشر الموثق من الحقيقة والمعلومات، نقدم مصلحة مجموعنا على فائدة فردنا ونضع يدنا بيد بعضنا، فنرقى وبالحضارة ذكرنا يبقى، كلمتنا واحدة وقضايانا صامدة لتكون حياتنا واعدة.