نجلاء العتيبي
لا عجب في أن تكون أعجوبة محطة مترو الرياض بمركز الملك عبدالله المالي من إبداع المصممة العراقية زها حديد- رحمها الله -وبتنفيذ مهندسين سعوديين مبدعين.
بمجرد النظر لهذا البناء الضخم المتميز المذهل المستوحي من تراث مدينة الرياض يُعرف أنه بتوقيعها الهندسي الفريد.
ملكة الانحناءات والمستحيلات.
الأسطورة التي أثارت حول تصاميمها سابقاً الكثير من الانتقادات ووصفتها بـ»مهندسة قرطاس» لغرابة تصاميمها وصعوبة تنفيذها.
لم تترك مكاناً إلا وتركت صرحاً يحمل اسمها في أغلب عواصم العالم.
ومنها وطني المملكة العربية السعودية:
مشروع مركز التراث العمراني..
مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك»..
محطة مترو الرياض بالمركز المالي..
تحضر فلسفة أعمالها ويحدثنا عنها ويؤكد لنا نظرية ارتباط وتأثير بيئة الفرد عليه.
تتذكر بنت العراق الأصيلة العريقة رغم حملها للجنسية البريطانية تأثير الأهوار على أفكارها الهندسية.
قائله: «أذكر إجازتنا مع أهلي في منطقة الأهوار، جنوب العراق، التي كنا نسافر إليها عبر مركب صغير. كنت انبهر بطبيعتها، وخصوصاً بانسياب الرمل والماء والحياة البرية التي تمتد على مرمى العين، فتضم كل شيء حتى البيوت والناس. أعتقد أن هذا العنصر المستوحى من الطبيعة وتمازجها مع العالم الحضري، ينسحب على أعمالي، فأنا أحاول دائماً التقاط تلك الانسيابية في سياق حضري عصري. وحين درست الرياضيات في بيروت، أدركت أن ثمة علاقة تربط بين المنطق الرياضي والمعمار والفكر التجريدي».
«ضوء»
اقتباس مما كُتب في كتابي الأول (ضوء الكلام).
نص بعنوان (زها حديد)..
لن أخفي يوماً إعجابي الكبير بالتفرّد والإبداع في الفن المعماري.. كل المحسوسات حينما تستمد وجودها من الخيال تشكّل فتنةً خاصَّة لي، ربما لهذا تربطني دائماً علاقة فريدة ومختلفة بأولئك الفنانين أو المصمِّمين الذي يخترقون المألوف في تصاميمهم ويراهنون على مخيّلتهم في حضارة التاريخ..
زها حديد.. ظلّت دائماً في روحي أكثر من معمارية متفرّدة.. إنها الملهمة بالنسبة لي في فن المُمكن، إذ بدا لي في تصاميمها أنها في نزال مستمر مع المستحيل لتمكيننا منه، وكل ذلك حتما يمرّ بخيالٍ خصب تجاوز المألوف فناً وعلمًا وهندسه.