سلطان بن محمد المالك
يبدو أن تأثير الحجر الطويل والمنع من السفر خلال جائحة كورونا كان كبيراً على عدد كبير من الناس الذين لم يسافروا طوال مدة المنع، وما إن فتحت الحدود إلا وبدأنا نشاهد العديد من المسافرين للخارج يقومون بنقل أحداث يومياتهم خلال السفر عبر حساباتهم في الشبكات الاجتماعية.
لدينا في المملكة مجموعة من مشاهير الشبكات الاجتماعات ومن لديهم أرقام متابعة بالملايين يقومون ببث مقاطع مرئية خلال رحلات سفرهم، عدد منهم من المشاهير المفيدين الذين ينقلون معلومات قيمة عن الدول التي يزورونها، ويتحلون بأخلاق عالية في طرحهم وهدفهم هو نقل المعلومة الصحيحة لمتابعيهم من خلال محتوى جميل، وهم يعتبرون سفراء لبلدنا في الخارج في تمثيلهم الرائع والايجابي، وهذا النوع من المشاهير يعد قوة ناعمة للوطن في حسن تمثيله في الخارج.
وعلى النقيض تماماً هناك مشاهير مسيئون لوطنهم في ظهورهم وفي ما ينشرونه من محتوى غير هادف ومسيء يتركز في جله على الاستعراض والمباهاة في ركوب سيارات فارهة وتبذير المال والاحتكاك بنساء بشكل لا يليق للنشر، مع إيحاء أنهم قدموا ومعهم مال كثير يرغبون في صرفه خلال رحلتهم، يبثون مقاطع ولقطات شخصية لا فائدة منها لمتابعيهم.
وقد وقعت عيني على بعض المقاطع المتداولة خلال الأيام الماضية لعدد من السياح من المشاهير من أبناء الوطن أحزنتني كثيراً، فهم يقدمون صورة ذهنية سيئة عن المسلمين وعن الوطن وعن الشعب السعودي الرائع. هؤلاء بحاجة الى من يوقظهم من غفوتهم بعد عودتهم للوطن ويطلعهم على ما يقعون فيه من أخطاء تسيء لسمعة الملكة.
أختم بالقول إن أي شخص يغادر الوطن عليه أن يكون مثالاً رائعاً يمثل وطنه وينقل الصورة التي يجب أن يرانا بها الآخرون، فجميعنا سفراء للوطن.