رقية سليمان الهويريني
لم أجد جهة مسؤولة عن تنظيم حفلات الزواج لأحملها مسؤولية الإسراف في تلك الحفلات والتأخير بالانصراف في ظل الفوضوية والسهر حتى الصباح! ولكن حين حلّت كورونا وما رافقها من احتياطات ظهرت الجهة المسؤولة وحلّت التقنينات ومن لا يلتزم بالاحترازات فسيدفع الغرامة (من غير شر)
ولعل من إيجابية أزمة كورونا أن جعلت الناس يتوقفون عن السلوكيات التي لا تعود على العروسين أو المدعوين إلا بالهدر.
وطالما تعايش المجتمع مع أزمة كورونا بقصر أعداد المدعوين بعد تشديد وزارة الداخلية على وجوب الالتزام بالتعليمات؛ فإني أتمنى سريان هذا القرار بشكل رسمي وبصورة دائمة، فلا يخفى ما تشكّله التجمعات والتأخر بالانصراف من صالات الأفراح من مخاطر أمنية، ومحاذير تتعلَّق بالتأثير السلبي على الصحة من سهر وضوضاء وإزعاج وقلق، وتناول وجبة في غير وقتها وإرباك النظام الطبيعي للحياة، فضلاً عن ترك الأطفال في المنزل دون رعاية! رغم التحفظ على حفلات الزفاف وما يرافقها من بذخ وشكليات ومباهاة ودعوة جميع الأقارب والمعارف والأصدقاء، والعتب على من لا يحضر بسبب المبالغات في المقر والملبوسات والمأكولات وتحميل بعض المدعوين ما لا يطيقونه من توفير ملابس ومصروفات للتجميل.
ولو اقتصر الحفل على أسرتي العروسين وأحيوها ليلة حميمية وتعارف وتقارب ودعوات صادقة بالتوفيق وانفضاض السامر بوقت مناسب؛ لمرت تلك الليلة هادئة حاملة معها ذكريات جميلة، بعيداً عن الصخب وإيقاظ غيرة بعض الفتيات المحرومات وتحسرهن، واستنهاض حسد ثلة من الأمهات وانتقاداتهن التي لا يخلو منها أي حفل!
ولو أدرك الناس أن العروسين أحوج للهدوء النفسي واستقبال الحياة الزوجية بالسكون والدعة بدلاً من توتر ليلة الزفاف بسبب القلق من المفاجآت التي قد تحدث فتعكر صفو الحفل، إضافة إلى حاجة العروسين للنقود التي صُرفت في ليلة واحدة وبساعات قليلة وقد تكفيهم عدة سنوات.
لعلنا نعيد النظر بتصرفاتنا السلبية، ولا نكون أتباعاً لخطأ اجتماعي بتقليد بعضنا دون استقلالية في الموقف ومنطقية في التفكير ومحاسبة النفس وتغيير السلبيات المعتاد عليها طالما أنها عادات خاطئة فحسب! حتى ولو مارسها الناس وألِفوها!