استضاف جاليري «تجريد» للفنون بالرياض مساء يوم الأربعاء الماضي 9 يونيو معرض «تشاكيلي الصغيرة» للفنان التشكيلي نايل ملا، إذ شهد إقبالاً كبيراً وحضوراً لافتاً من قبل المهتمين والفنانين والفنانات الذين التقوا لأول مرة بهذا النوع من المعارض الفنية، حيث زخم الأعمال الصغيرة التي تجاوزت الـ350 عملاً كماً ونوعاً في آن واحد ولفنان واحد. وكان قد جاء الافتتاح برعاية رجل الأعمال المعروف عبدالله بن حمود الرشيد الذي أشاد بفكرة المعرض وبما قدمه الفنان الملا من المصغرات القيمة، معتبراً إياه قمة وقامة، بل ووصفه بأنه «براند» عالمي وكبير كالعلامات التجارية العالمية التي لها خطوطها وروحها وألوانها والتي شبهها بـ لوي فيتون، وشانيل، وبربيري، وتمنى أن تكون أعماله ذات يوم بالمتاحف العالمية.
فيما عبر الفنان الدكتور محمد الرصيص عن سعادته بمشاهدة مثل هذه المعارض التشكيلية بالرياض قائلاً إن الفنان ملا أعادنا إلى تاريخ القرن الثالث عشر وبالتحديد 1234م حين قدم الفنان العربي المسلم «الواسطي» مجموعة من منمنماته الشهيرة والتي رسم خلالها مشاهد تصويرية من مقامات الحريري، فكانت من أجمل الرسومات والأعمال التصويرية الملونة المصغرة التي استلهم منها فنانو الغرب الشيء الكثير، مؤكداً الدكتور الرصيص استطاعة فناننا إعادة ذلك الموروث إلى الأذهان من جديد وبجدارة من خلال معرضه هذا.
ويقول عبدالمحسن الشويمان صاحب جاليري «تجريد» إن استضافتنا لمعرض «تشاكيلي الصغيرة» للفنان نايل ملا، تأتي بمثابة تكريم واحتفاء به وبمسيرته الطويلة في خدمة الفن التشكيلي السعودي، وبمصغراته التي كانت شغفه وعشقه وهاجسه منذ البدايات، واشتهر بها بالوسط التشكيلي، وليؤكد أنه صاحب قصب السبق والريادة بالمملكة لهذا النوع من المنجز التشكيلي المتفرّد دون منازع، فالحاضر لمعرضه سيتعرف ويتأكد خلال تنقله وتجوله بين أعماله المتجاوزة لـ350 عملاً على أهمية هذا المنتج المعاصر والمنتشر عالمياً، إذ أنجز فناننا الملا قرابة الـ2000 عمل، فهو يستحق لقب تلك الريادة، سيما إذا ما عرفنا أنه صاحب فكرتي أول مهرجان للأعمال الفنية الصغيرة بالمملكة عام 2002م والذي شارك به أكثر من 60 مشاركاً ومشاركة من مختلف مناطق المملكة، فيما تلاه بفكرته الرائدة وهي المهرجان العربي الأول للأعمال الفنية الصغيرة عام 2008م، وكان بمثابة المهرجان الأول من نوعه الذي يُقام للأعمال الفنية الصغيرة على مستوى العالم العربي، وجاء بمشاركة أكثر من 250 من المشاركين والمشاركات المحليين والعرب ومن ذوي الأسماء المعروفة والمتميزة عربياً وعالمياً قدموا خلالها ما يقارب الـ1700 عمل من المصغرات ما بين لوحات ومنحوتات. ويقول عبدالمحسن الشويمان صاحب جاليري «تجريد» أن في استضافتنا لمعرض «تشاكيلي الصغيرة» للفنان نايل ملا، يأتي بمثابة تكريم واحتفاء به وبمسيرته الطويلة في خدمة الفن التشكيلي السعودي، وبمصغراته التي كانت شغفه وعشقه وهاجسه منذ البدايات، واشتهر بها بالوسط التشكيلي، وليؤكد أنه صاحب قصب السبق والريادة بالمملكة لهذا النوع من المنجز التشكيلي المتفرد دون منازع، فالحاضر لمعرضه سيتعرّف ويتأكد خلال تنقله وتجوله بين أعماله المتجاوزة لـ350 عملاً على أهمية هذا المنتج المعاصر والمنتشر عالمياً، إذ أنجز فناننا الملا قرابة الـ2000 عمل، فهو يستحق لقب تلك الريادة، سيما إذا ما عرفنا أنه صاحب فكرة أول مهرجان للأعمال الفنية الصغيرة بالمملكة عام 2002م بمشاركة أكثر من 60 مشاركاً من مختلف مناطق المملكة، تلاه بفكرته الرائدة وهي المهرجان العربي الأول للأعمال الفنية الصغيرة عام 2008م، وكان بمثابة المهرجان الأول من نوعه الذي يقام للأعمال الفنية الصغيرة على مستوى العالم العربي، وجاء بمشاركة أكثر من 250 من المشاركين والمشاركات المحليين والعرب ومن ذوي الأسماء المروفة والمتميزة عربياً وعالمياً قدموا خلالها ما يقارب الـ1700 عمل من المصغرات ما بين لوحات ومنحوتات وأعمال سيراميك وغيرها.
ويعتبر الفنان نايل ملا صاحب تجربة عريضة وبصمة في ممارسة ورسم المصغرات أو ما يسمى بالمنمنمات، وهو أحد رواد الجيل الثاني من الذين سعوا لترسيخ مفاهيم الفن التشكيلي بالمملكة، ويضم المعرض أكثر من 350 عملاً من مصغرات الفنان التي اشتهر بها منذ اشتغاله بالفن التشكيلي. وهو من أبناء مكة المكرمة 1957م، إذ ترعرع ونشأ وعاش طفولته بين أزقتها الضيقة وحواريها وبيوتها العتيقة العابقة برائحة الماضي الجميل، مما انعكس على أعماله القديمة والحاضرة، الصغيرة منها والكبيرة، موظفاً ذلك الموروث المكي بشكل ثري ولافت.
وعن قصته ورحلته مع اللوحات الصغيرة أو المصغرات أو ما يُسمى بالمنمنمات يقول نايل ملا، كنت ميالاً منذ الصغر لممارسة الشخبطة والرسم على زوايا وحواشي وأطراف صفحات دفاتري وكتبي الدراسية، وحينها لم أكن أعلم بأنها ستكون يوماً ما بدايات وإرهاصات لتكوين كم هائل من القصاصات، التي تراكمت على مر السنين وتحولت فيما بعد إلى قصة وقصص، ولم أكن أدرك بأنها سوف تلازمني من يومها حتى حاضري، فانتقلت معي تلك الممارسات من مقاعد كل مراحلي الدراسية، إلى كل جوانب حياتي الاجتماعية منها والعملية، فوجدتها تتناثر بكل زاوية من زوايا حجرات وغرف البيت، وعلى أسطح مكتبي العملي أو قاعات الاجتماعات، وحتى بأماكن نزهتي وحين خلوتي، وعلى طاولات المطاعم أو كراسي المقاهي، وبكل الأماكن والزوايا، في صحبة الأهل أو الأحبة والرفقة، أو حتى على سرير المرض، لم تكن تلك الرسومات والمصغرات لتفارقني يوماً ما، فأصبحت تشكِّل هوساً لي في حلّي وترحالي، وكنت لا أخجل من عرضها خلال المشاركات بالمعارض الجماعية، لدرجة أن البعض في الوسط التشكيلي وصموني بها من باب السخرية والتندر، بل كانوا يرددون ويراهنون على أنه لا يمكنني ممارسة الرسم والتلوين على مساحات وقماشات أكبر- ولعل مجموعتي «تقاسيم شرقية» الشهيرة و»الكراسي» أكبر برهان على نفي مقولتهم تلك - ولم يكن الأمر يهمني، بقدر ما كان قد منحني الحافز الأكبر، لتتحول تلك المصغرات والمنمنمات من العشق والهيام إلى مرحلة التحدي وكسب الرهان الذي تحقق ولله الحمد، فلازمتني قصتها حتى آنك، وأصبحت اللوحة الصغيرة هي ديدني وشعاري وبصمتي إلى جانب «تقاسيم شرقية» الشهيرة.
وكانت قد كتبت الناقدة العربية المعروفة فاطمة علي، وهي أحد أهم النقاد العرب وذات الحضور النقدي المؤثّر، ولها العديد من المؤلفات والكتابات في رصد الفنون التشكيلية العربية والعالمية، ولعل أهمها كتاباتها لسلسلة الفنانين العالميين المعاصرين أمثال بيكاسو وفان جوخ ورمبرانت ومانيه ودالي وغيرهم, فكتبت عن أعمال فنان المصغرات نايل ملا قائلة حين يعرض جاليري «تجريد» لأكثر من ثلاثمائة وخمسين لوحة مختارة من مجموعات تشاكيل «ملا» الفنية للوحه ذات المساحات الصغيرة والأبعاد المختلفة - فإن ذلك يعني الكثير من الاهتمام البالغ لنشر ثقافة المصغرات. مؤكدة على مثابرته وإخلاصه لهذا النوع من الفنون فاستحق اكتساب ريادته الخاصة والمتفردة في مجال اللوحة الصغيرة قيمة وكماً، إلى جانب تنفيذه لفكرتيه في إقامة مهرجانين للمصغرات كان أحدهما محلياً في 2002م والآخر عربياً في العام 2008م.. وبها فتح مجالات للانتباه لفن اللوحة الصغيرة والتي تكتسب ثقافتها الخاصة بما تنفرد به عن لوحة المساحات الكبيرة.. وأجد اختيار الفنان لمجال رسم اللوحة الصغيرة هو اختياراً يتسم بصعوبة كبيره وأيضاً بضرورة كبيره أن يبدأ الفنان بالأصغر.. وقد نجح «نايل مُلا» بشكل مبهر في إنجاز مجموعات مشروعه الخاص «تشاكيلي الصغيرة» التي أراها هي «مجموعته الذهبية» وأيقونة إبداعاته الفنية البالغة لحوالي 2000 لوحة صغيره ومنمنمة، إذا ما قورنت بإجمالي ما أنجزه الفنان الألماني العالمي بول كلي وهو 3000 عمل. وقد أسعدني جداً أن يُقام لكنزه الفني هذا العرض الذهبي في قيمته والفضي في مداه الزمني.. ليعرض نتاج عمل 25 عاماً متصلاً مع اللوحة الصغيرة يعرض منها حوالي 350 لوحة وأكثر..
وعبر الفنان نايل ملا لـ»الجزيرة» عن مدى سعادته بتقديم معرضه هذا لمجموعة مصغراته بين أيدي عشاق هذا النوع من الفنون الجميلة بالرياض الحبيبة، التي ستصبح عاصمة الفن العربي بلا منازع، وأنه لم يتوقّع هذا الإقبال الكبير من الحضور والتأمل والاقتناء وهو ما هدف إليه أصلاً من معرضه للمساهمة في نشر ثقافة اللوحة المصغرة بين المجتمع والأفراد والنشء وصغار المقتنين، حيث بساطة أسعار الأعمال وسهولة اقتنائها رغم علو قيمتها الفنية والإبداعية والفترة الزمنية متمنياً ومطالباً الجهات ذات العلاقة بالعمل على تنظيم وإقامة بينالي» السعودي» العالمي لفن المصغرات والذي سيكون إضافة مهمة في مسيرة الفن التشكيلي السعودي تتقاطع والاهتمام الأكبر في ظل الرؤية الكريمة 2030.
** **
- عبدالله عبدالرحمن الخفاجي
تويتر: al_khafajii