* لم ينجذب - صاحبنا - لفكرة كتابة ترجمة ذاتية، وظل يقف موقف المتحفظ أمام دعوات الحديث عن ذكرياته فضلاً عن تدوينها! لعدم اقتناعه بالمبدأ من ناحية، وليقينه بأن بضاعته في هذه الحياة متواضعة ليس في استحضارها قيمة تؤهل للرواية، وهي لا تقارن بتجارب كبار، ولا تتماهى مع تجارب مبدعين، ونهج باستمرار على كتمان مواقفها الحساسة وعدم البوح بها!»
* وقال صاحبنا – غفر الله له-: «كانت ترده مع كل مؤلف يصدره دعوات محبين.. بأن الأوان قد حان لمثلها، وصار البعض يقول: اكتبها واتركها للزمن.. كناية عن أن المَعْني بها صار يسبح في خريف العمر.. لا سيما أن في مخيلته بقية لمشروع لم يكتمل بعد، ويستغرب (اكتظاظ) معارض الكتب، بسير (غير ناضجة) للعديد من «المستعجلين»!
* ولأن صاحبنا على يقين بما قال: «السير الذاتية أمانة تدوين، وضمير، ومسؤولية، وتوثيق».
* هذه وقفات بمثابة (الشهادة على السيرة)، من سيرة «مشيناها»، للدكتور عبد الرحمن الشبيلي - رحمه الله – وكأننا بهذه الوقفات السيرية، نطل على واقع السيرة من جانب، وعلى حجم (الكم) من جانب آخر!
* تنويه: للإحاطة فإن هذه السيرة جاءت بعد أن تجاوزت مؤلفات الشبيلي، الخمسين مؤلفاً.. المؤلفات (فقط)، دون المسيرة العلمية والعملية!
* كنت أريد أن استحضر عديداً مما قرأت من شهادات سيرية، من السير نفسها، لكنني فضلت (الأنموذج)، وأكاد أجزم أنه أنموذج لا يختلف عليه اثنان، من سيريين.. أو نقاد.. أو قراء!
* مجرد سؤال: ما الذي تشير إليه.. أو يمكن أن تتقمصه عناوين تلك السير التي لم تعد ترتبط في عتباتها بالسيرة، بدءاً بالعنوان؟ مع تمنياتي استبعاد التسويق.. وإخوانه.. والإثارة وأخواتها.. من الإجابة ولو مؤقتاً.
* بقي أن أتساءل عن واقع الخطاب في خارطة السيرة، بعد أن بدأ يلوح في عتبات سير.. وتقوم – ربما – عليه أخرى.. وإن ندرت!
* السيرة ذاكرة.. وبعض الذكرى!
** **
- محمد المرزوقي