الحديث عن الأديب الوالد الشيخ علي خضران القرني حديث ذو مسارات متعددة منها التعليمي والتربوي ومنها الثقافي الأدبي ومنها الصحافي ومنها الإنساني، ولكنني سأختصر وأقتصر على بعض الجوانب التي أرى أهميتها، فالأستاذ علي خضران عمل مسؤولاً في التربية والتعليم للبنات بالطائف، حيث كان أحد قياداتها لفترة زمنية طويلة جسَّد خلالها مواقفاً مشرفة تجاه الكادر التعليمي للمعلمة والطالبة والموظفة الإدارية بالطائف بل وحتى زملائه في العمل الوظيفي، كان خلالها مثالاً تعليمياً وقدوة إدارية وسلوكاً إنسانياً يُحتذى بها، وما زال الكثير من أهالي الطائف الأوفياء يذكرها ويشكرها حتى يومنا هذا.
أما في المجال الثقافي والأدبي والصحفي فقد بدأ حياته الأدبية منذ السبعينيات الهجرية وتتلمذ على أيدي الكبار من أدبائنا السعوديين كعبد القدوس الأنصاري وأحمد عبدالغفور عطار وأحمد السباعي ومحمد حسن عواد وآل حافظ وغيرهم ممن أثروا حياتنا الثقافية وأسسوا صحفها العريقة، ولديه خطابات وتزكيات رسمية منهم بخبراته الصحفية وإبداعه الأدبي، وقد مارس العمل الصحفي كصحفي رسمي في أكثر من صحيفة وكان مسؤولاً عن بعض مكاتب الصحف خلال صحافة الأفراد كصحيفة عكاظب الرياض ومجلة المنهل وغيرها وكتب ونشر القصة والشعر والمقالة التربوية والاجتماعية والدراسات الأدبية، كما ألف عدة مؤلفات اجتماعية وثقافية وأدبية منها موسوعة أدباء الطائف، حيث أخذ على عاتقه تكريم أدباء الطائف وأديباتها باذلاً جهداً كبيراً في ذلك، وما زال الأديب علي خضران يتدفق ثقافة ومساهمة إيجابية في المشهد الثقافي بعطائه الأدبي والإبداعي، ولعل كثيراً من المثقفين والأدباء قد أشادوا بريادته ودعمه وتوجيهه لهم خلال مسيرتهم وبداياتهم، لذلك فإنني أضم صوتي وبقوة لمن طالب بتكريمه بل ونطلب من معالي وزير الثقافة والجهات التابعة لوزارته الفتية كسوق عكاظ ونادي الطائف الأدبي إلى تكريمه الأديب علي خضران القرني على مسيرته الثقافية والأدبية التي اتسمت بالإنجاز والإبداع والإثراء والتضحية أحيانًا مع حرصه الشديد على عدم البروز والظهور والشهرة وترك الفرصة لغيره، وأنا على ثقة من حرص معالي وزير الثقافة على تكريم هذه القامات الأدبية كإحدى منجزات الوزارة ودعمها لمن أثروا المشهد الثقافي، كما أعتقد أن نادي الطائف الأدبي سيكون سباقاً أيضاً كما اعتدنا منه المبادرات الإيجابية المتميزة.
** **
أ.د. سناء عماشه - أكاديمية وكاتبة سعودية