تعرّفتُ على أستاذي القدير علي خضران القرني من خلال كتاباته الأدبية، وآرائه التحليلية فيما يصدرُ من أشعار، شدّتني مشاركاته، وأعجبتني تناولاته التي تُنبئ عن ثقافةٍ موسوعية، وإسهاماتٍ فكرية دقيقةٍ وعميقة، وكنتُ أرغبُ آنذاك في التواصل معه ولكني تهيّبت، إذ خشيتُ أن يعتبرني متطفّلاً حتى تفضّل وتناول قصيدة لي بالشرح والتحليل، وهي قصيدة (الرسالة الأخيرة) فكتب عنها دراسة نقدية جميلة وعرضاً تحليلياً راقياً، خلتُ بعدها أني أصبحتُ شاعراً، شجعني تناوله أن أحبّرَ من شعري وأن أتمعّن نصوصي لأجعلها أكثر قبولاً وعندما صدر ديواني الأول (رحيل الشموس) تفضل عليّ فكتب عنه وروّج له بين شداة الأدب وحملة الأقلام، كما تفضّل علي بجعلي من أدباء الطائف في مؤلّفه الشهير (موسوعة أدباء الطائف).
ولأستاذي الكبير قدراً علي خضران القرني مشاركاته الجميلة في جريدة الجزيرة.
وهو من كتابها المميّزين، وهو بحق أستاذٌ في تناولاته وعذوبة نصوصه ومشاركاته، جديرٌ بالإكبار والتقدير والتوقير، يُوظّفُ أدواته اللفظيّة في رسم صورٍ بهيجة عن النصوص التي يعجبُ بها.
وهو دقيقٌ في معماره اللفظيّ، فلا يختار من الألفاظ إلا أجملها، ويُبرزُ قدرته في توظيفه لمخزونه الغنيّ من المفردات والأمثلة والتعابير التي يُحسنُ رصفها في بناء نصه الأدبي وتبرزُ دقته في قدرته على تأليف اللفظ مع المعنى والإصابة بألفاظٍ واضحة الدلالة.
وهو رجلٌ شهمٌ كريمٌ حفيٌّ، تجمّل بالشّيم والمروءة والخِصال الحسنة، ولهذا َأَحبهُ الناس وأَحبَ الناس، والناس شهود الله في أرضه.
حفظ الله أستاذي القدير علي خضران القرني ورعاه بعينه التي لا تنام، وسدّد رأيه وخُطاه فيما يُرضي الله عز وجل.
** **
عبدالقادر بن عبدالحي كمال - عضو مجلس الشورى سابقاً