يحظى الأديب القدير علي بن خضران القرني بتقديرٍ عالٍ في الوسط الثقافيِّ والصحفيّ، فهو الكاتب صاحب القلم الوطني الغيّور على وطنه ودينه وثقافته، والمؤرخ لتاريخ حافل بالمتغيرات الاجتماعية والثقافية، تجلَّى ذلك في كتاباته للمقالات الصحفية ذات التنوع الثقافي والتعليمي وشتَّى الفنون.

بادرت صحيفة الجزيرة السعودية متمثلة بقسمها الثقافي؛ بإنصاف بعض من مسيرته في العطاء، فكانت هذه المبادرة الطيّبة خير عنوان للوفاء والتقدير.

مسيرة قلم في الإدارة والثقافة والتعليم، مسيرة أدبية حافلة لقلم وطني تفانى في خدمة وطنه منذ منتصف السبعينيات الهجرية ولا يزال مستمراً بالعطاء والإبداع حتى الآن، مسيرة امتدت لأكثر من ستين عاماً قدّم فيها الإبداع وحاوره، وكتب المقالة ووثّقها، فهو من جيل آمن بالثقافة وعاش المتغيرات الثقافية والاجتماعية وعايش بعضاً منهم، وعلى سبيل المثال: الأديب أحمد السباعي، والأديب عبدالقدوس الأنصاري والأديب أحمد بن عبدالغفور عطار والأديب محمد حسن عواد والأديب عبدالفتاح أبومدين وغيرهم من المثقفين والمثقفات.

تنقّل في كتابة المقالة الأدبية والقصيدة والقصة والنقد، وبطبيعة حضوره الصحفي؛ كتبَ المقالات الصحفية في موضوعات متنوعة، وفي عمله الإداري بالنادي الأدبي بالطائف نائباً لرئيس النادي؛ شارك في بناء المؤتمرات الثقافية وإدارتها، وفي عمله بالتعليم أسهم في إدارة التعليم وتربية الأجيال منذ وقت مبكر، وبهذا تجد قلمه توسط بين الإدارة والثقافة والتعليم، فمنذ أن كتبَ (صور من المجتمع والحياة)، وأصدر المختارات الشعرية بعنوان (أبها في مرآة الشعر المعاصر) وعرّف بالمثقفين والمثقفات في موسوعته: (من أدباء الطائف المعاصرين) وعبّر في: (قراءات عابرة) و(خطرَات فكر) عن وعيه الثقافي والفكري، وأبان عن وعيه النقدي بـ(قراءة في الدواوين الشعرية) وغيرها. يتجلّى هذا العطاء، وتتضح مسيرته التي أبدع فيها بين الثقافة والتعليم، فكان إبداعه بوعي الإداري القدير المهموم بقضايا الوطن وأبناء الوطن، ففي هذه المسيرة تجد المربّي الفاضل والأديب الواعي بقضايا الوطن.

فمنذ أن حمل قلمه وكتبَ، ومنذ أن تسنّم الوظائف الإدارية خدمة لوطنه في التعليم والنادي الأدبي بالطائف، كان ولا يزال حاملاً في يده اليسرى مشعل الضوء؛ ليضيء دروب المثقفين والمثقفات، وفي يده اليمنى احتوت قلم الوفاء والعطاء؛ ليكتب عن الثقافة والمثقفين بالاختيار والنقد والتعريف بأدبهم وأعمالهم الأدبية.

** **

- د.صالح بن أحمد السهيمي