د.م.علي بن محمد القحطاني
كورونا حقيقة أم خيال، نحن لا نتحدث عن وجود الداء من عدمه، ولا عن أصل الوباء ومصدره، ولا عن اللقاح وجدواه فنحن اليوم أمام حقيقة لا يمكن إنكارها الداء موجود، وأغلبنا سمع أو اكتوى بنار فراق حبيب أو قريب أوصديق أو زميل نتيجة إصابته بهذا الفيروس حتى وإن كانت بنسب ضئيلة لو قورنت بعدد المصابين إلا انها تظل نفسا بشرية.
ولا بد من إجراءات للحد من انتشاره بدل دفن رؤوسنا في الرمال للتنقيب عن أصله، وهل هو مؤامرة أو من صنع البشر حتى وإن كان مؤامرة، وهذا ما أرجحه شخصيا (سبق وأن خصصت مقالا لهذا الموضوع) أو حيكت المؤامرة بعد ظهوره للاستفادة منه، وهذا وارد من العديد من الجهات والدول. حتى لو افترضنا صحة ما ذكر وعلى الأقل أغلبه فلنستعرض بعض الحقائق
الوباء موجود ومن صنع الله سبحانه وتعالى حتى وإن كان الإنسان سببا في ظهوره فهو بأمر الله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
أعلنت البشرية الحرب واستعدت بكل ما تملك من علم وتكنولوجيا للحد من انتشاره والقضاء عليه فبدأت أبحاث اللقاحات ضده حتى وصلت إلى 7 لقاحات وبوتيرة أقل في البحث عن علاج له حيث لم يعط هذا الجانب الأولوية التي يستحقها من وجهة نظري على الأقل، وإن كنا بدأنا نسمع في هذه الأيام عن دواءين أحدهما تشير التجارب الأولية انه يمكن ان يشفي المريض خلال خمسة أيام والدواء الآخر يقضي على كل الأعراض المصاحبة لكورونا.
وفي المقابل فالفيروس لم يقف مكتوف اليدين فقام بهجوم مضاد أو ما يسمى الموجات فهاهي بريطانيا على أعتاب موجة انتشار ثالثة ويساعده في ذلك طابور خامس من البشر أنفسهم إما لتنفيذ أجندات سرية أو بجشع أو بحماقة أو جهل بعدم الالتزام بالإجراءت الاحترازية، كما أن الفيروس بدأ بقدرة الله بتحصين نفسه ضد لقاحات البشرية بما يسمى التحورات، وكلما منح الوقت زادت عدد التحورات وزادت تعقيدا، فعلينا مواجهته وفي هذه المرحلة ستكون أكثر فعالية وأقرب حصادا وذلك بخطوات منها العودة إلى الله عودة حقيقية، فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة، ثم الثقة بما قامت وتقوم به دولتنا لحماية المواطن والمقيم وأنها لم ولن تقر أي إجراء أو عقار أو لقاح إلا بعد دراسته من قبل الجهات المختصة وإقراره ولنا في إجراءاتها السابقة منذ بداية الجائحة دروس وعبر فقد بذلت الغالي والنفيس لحماية النفس البشرية لكل رعاياها في جميع أنحاء العالم ولكل من يعيش على تراب هذا لوطن الغالي من مواطن ومقيم سواء كانت إقامته نظامية أو مخالفا لها حتى أضحت أنموذجا يقتدى به عالمياً وآخر هذه النجاحات ما صرح به معالي وزير التجارة أنه بفضل الله ثم بدعم القيادة وتضافر جهود الجهات الحكومية، حققت المملكة المرتبة الأولى عالميًا في استجابة الحكومة لجائحة كورونا واستجابة رواد الأعمال لجائحة كورونا، وفقًا لتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال.
وعلى الرغم من كل ذلك فهناك عدم إقبال على اللقاحات على مستوى العالم، وقد يكون من أسباب ذلك تضارب المعلومات عنها وحولها فعلى سبيل المثال في البداية صرح مصنعو اللقاحات ومنظمة الصحة العالمية بأن فعاليتها قد تصل إلى 98% ثم عادوا بعد ظهور إصابات بين متلقي جرعات اللقاح في عدد من دول العالم وصرحوا بأنها وإن أصابت متلقي اللقاح فإن أعراضها ستكون طفيفة، وقد لا تستدعي دخول المستشفيات ناهيك عن غرف العناية المركزة ومعلومة أخرى بأنه لاكتساب التحصين الكامل من اللقاح لابد أن تكون الجرعتان من نفس النوع ثم عادة لتجيز استخدام الشخص الواحد لجرعتين من لقاحين مختلفين للحصول على التحصين الكامل.
أما الجانب الآخر هو تأثير الإشاعات والتى تنتشر انتشار النار في الهشيم بوجود وسائل التواصل الاجتماعي وكل إشاعة وخصوصا في أوقات الجوائح والكوارث لها أهداف ويقف وراءها مستفيدون ولن أبحر في هذا الموضوع فقد سبق لي الإشارة إليه بالتفصيل في مقال سابق. ومن هذه الشائعات أن اللقاح يسبب العقم مما حدا بوزارة الصحة على لسان أحد كبار مسؤوليها نفي ذلك، وأن المسبب للعقم وله تأثير على الخصوبة هو الفيروس وليس اللقاح، ولا أتصور ان هذا مجرد تصريح للحث على اللقاح بل لابد أنه مستند على دراسات علمية موثوقة قامت بها الوزارة أو الجهات البحثية لدينا أو أنها دراسات عالمية تمت مراجعتها والتأكد منها.
سؤال لا يزال ينتظر إجابة كيف وصل الفيروس لحاملة طائرات فرنسية وأخرى أمريكية كانتا تمخران عباب المحيطات المحيط الهادي والمحيط الهندي من قبل ظهور الفيروس بعدة أشهر فكيف وصلها الفيروس إذا لم يكن لهم اختلاط بأي إنسان.
كل ما ذكر مجرد تخرصات وتكهنات لا ترتقي لمستوى اليقين، ولذلك هذه دعوة للتأمل والاستخارة وتحكيم العقل واتخاذ قرار مبني على المعلوم والملموس وليس القرار المبني على المجهول والإشاعات لاتخاذ القرار المناسب، وعلى الصعيد الشخصي فقد تلقيت لقاح استرازينيكا - اكسفورد بجرعتيه والتوكل على الله والتضرع اليه بأن تكون سببا في الحماية.