أ.د.عثمان بن صالح العامر
تحدثت في مقال الثلاثاء عن منطلقات ومحددات التغيير الذي شرعت فيه وزارة التعليم بقيادة معالي الوزير الأستاذ الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، وانتهيتُ إلى: أنه تولد عن الجهد المبذول من قبل الفرق المتخصصة نتائج عدة، هي مضامين التغيير، التي من أهمها:
- (جودة الحياة، والتنمية المستدامة، وساعات التطوع، ومشروع التخرج، والتفكير الناقد، والمهارات الرقمية، والتربية الفكرية، والمهارات الحياتية، والدفاع عن النفس) هاجس لدى المخطط في الوزارة، العاكف على إعداد مشروع بناء (إنسان الوطن في القرن الحادي والعشرين)، ولذا فسيكون لهذه المفردات مقرراتها الخاصة في التعليم العام.
- اللغة الإنجليزية ليس لكونها لغة، ولكن لأنها -أردنا أم لم نرد- نافذة، يطل من خلالها الطالب على العالم، وبوابة مشرعة أمامه تفتح له آفاق التواصل العلمي والثقافي مع الكل. ولأن الطفل دون سن العاشرة يستطيع أن يتعلم خمس لغات دون أن يؤثر ذلك في لغته الأم، لذا اتخذ القرار الوزاري المبني على دراسات علمية رصينة بأن يكون تدريس هذه اللغة من الصف الأول الابتدائي، مع استمرار الاهتمام الفعلي باللغة العربية التي نعتز ونفتخر بها.
- لم تكتف الوزارة بإقرار مواد جديدة تفي بمتطلبات إنسان اليوم، وتصنع منه منافساً عالمياً في مجاله الذي يتخصص فيه مستقبلاً، بل تم تعديل الموجود، من أجل تجنب التكرار، وتلافي الازدواجية في بعض مفردات المواد، والربط الحقيقي بين الجانب العلمي والمهاري الذي يعد ركناً أساساً في بناء الشخصية المنتجة الفاعلة.
- كل هذا التغيير الذي لم يأت بين يوم وليلة، هو (واجب وطني) علينا جميعاً، وتستحقه أجيالنا المقبلة التي تنتظر منا مساعدتها لتحقيق ما تصبو إليه من تميز وإيجابية وفاعلية عالمية.
- وحتى تفي الوزارة بما تتطلبه خطط التطوير والتغيير سواء في زيادة المناهج والمقررات، وما واكبها من زيادة في الأنشطة والتكاليف كان لزاماً من:
- تغيير في التقويم الدراسي، وزيادة عدد أيام الدراسة، وإعادة النظر في الفصلين الدراسيين وجعلهما ثلاثة فصول.
- كما أن هذا التغيير جعل فريق الوزارة يعيد النظر في كيفية إعداد المعلم، ويوجه كليات التربية - بناء على محددات المرجعية الوزارية - إلى العمل الجاد لبناء شخصية معلم الغد، وتكوينه تكويناً علمياً ومهارياً ليكون عنواناً للتفوق والإبداع داخل الفصل وخارجه.
- ومن بين معززات المرحلة التعليمية المقبلة، التوظيف الأمثل للتقنية. وما النجاح الذي تحقق للوزارة في ظل جائحة كورونا من خلال (منصة مدرستي) - حتى صارت المملكة مضرب المثل من قبل دول عدة، ومحل تقدير من لدن مؤسسات أكاديمية عالمية مرموقة - إلا دافعاً قوياً للوزارة في الحوكمة والأتمتة التي ستكون حاضرة في جميع مراحل التعليم المختلفة.
- أما عن:
- قيم التغيير.
- واستراتيجية الوزارة في مواجهة الفكر المتطرف.
- ومشاركة المجتمع بمؤسساته الاجتماعية التربوية المختلفة مع وزارة التعليم فيما هي عاقدة العزم عليه، فلكل محور من هذه المحاور الثلاثة حديث خاص في المقالات المقبلة بإذن الله، دمتم بخير، وتقبلوا صادق الود، والسلام.