علي الصحن
وسط التفاف رسمي وشعبي مميز، وروح مثالية وتكامل منقطع النظير، بين الأجهزة الفنية والإدارية ونجوم الأخضر، ووسط تعاضد روابط مشجعي الأندية ومجالسها الجماهيرية، أنهى المنتخب السعودي الأول مشاركته في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2022 وبطولة أمم آسيا المقبلة.
هذا الالتفاف والشمولية والتكامل لم يعجب البعض، فأشغلهم تعصبهم عن النظر إلى أهمية المناسبة، وسعوا إلى نثر ألوان الأندية على بساط الأخضر الرحب، وذهبوا إلى التشكيك في خيارات المدرب والحديث عن نجوم الأندية، ولماذا يلعب فلان ويغيب فلان، وتزيد وتيرة الحديث والتشكيك عندما تكون النتيجة في غير صالح الفريق، ثم لا تلبث أن تنطفئ عندما يكسب الجولة، وما يحدث من هؤلاء ليس وليد اليوم، بل هو امتداد لآراء قديمة كانت تسير على نفس النمط، وتتحدث بنفس الحديث، وتتكئ على نغمة التشكيك ذاتها، وإن اختلفت العبارات، وكلنا يذكر عبارة المنتخب الكحلي التي كانوا يرددونها في وقت سابق لأن لاعبي المنتخب ارتدوا هذا اللون في إحدى المناسبات، لأن اللون الكحلي إحدى درجات اللون الأزرق فقط!
لقد ملّ الشارع الرياضي هذه الآراء البالية، التي تخالف نفسها وتخالف بعضها مع كل مشاركة للمنتخب فعندما تضم القائمة لاعبين من الهلال على سبيل المثال يقولون: إنهم يجاملون الهلال بضم أكبر عدد من لاعبيه، وعندما يغيب لاعبو الهلال يقولون: إنهم يجاملون الهلال بعدم ضم لاعبيه للمنتخب! حتى عندما يخرج اللاعب مصاباً، لا يتورعون من اتهامه والتشكيك بحقيقة إصابته!
عندما يفوز المنتخب يشيدون به، وعندما يخسر يقولون إنه الهلال، والغريب هنا هو صمت اتحاد الكرة وكأن الأمر لا يعنيه وأنه مجرد سجال بين أصحاب ميول مختلفة، وليس تشكيكاً في عمل الاتحاد ومدرب المنتخب يضع صاحبه تحت طائلة المسؤولية والمحاسبة أيضاً.
كل مدرب يسعى لاختيار الأفضل لقائمته، ولا أحسب أن مدرباً يسعى للنجاح سوف ينظر إلى الأندية ويعمل توازنات في قائمته حتى يرضي بعض الأصوات النشاز، والواقع يقول أن لاعبي الهلال المحليين هم الأفضل في المرحلة الحالية، ولا أدل من قدرتهم على قيادة الفريق لمواصلة تحقيق الألقاب، ومن ضمنها دوري أبطال آسيا، حيث لا يسمح النظام بمشاركة أكثر من أربعة لاعبين أجانب، لكن من يقنع هؤلاء، وبينهم على سبيل المثال أصوات تطالب بمشاركة لاعب مع المنتخب، وهم يرفضون دائماً وجوده في قائمة فريقهم المفضّل!
إن المطلوب والمنتظر من الجميع، أن يضعوا الأندية جانباً عندما يتعلَّق الأمر بمشاركة منتخب الوطن، واحترام مشاركة الأخضر والقائمين على الأخضر والمدرج الأخضر، كما أن من الواجب على البرامج الرياضية التي يتبنى بعض المتحدثين فيها مثل هذا الآراء ولو تلميحاً، أن تضع حداً لذلك وأن ترفض تداول مثل هذه المواضيع، وأن تتفرَّغ لدعم المنتخب في مشاركته، وتضع الحديث عن الأندية وصفقاتها واللاعبين الأجانب الذين كانوا يتابعون مشاركاتها وهم في سن الطفولة جانباً، وستجد في الفترة المقبلة وبعد أن يفرغ الأخضر من مشاركته الوقت الكافي لتقديم ما تريد.
كل الدعاء بالتوفيق للأخضر في مشواره القادم بغض النظر عن الأسماء التي تشاركه، وأن يحقق طموحات الجميع، ويواصل حضوره المميز في جميع مشاركاته.