قيادة الأمم واستنهاض همم الرجال فيها لا يتم إلا من خلال رجال أفذاذ وقادة عظام ممن يسيرون وراء أحلامهم ويطاردونها بلا ملل أو كلل، هكذا يقول المؤرخون ويشهد التاريخ في قديمه ووسطه وحديثه مما صار لهذا الوطن النصيب الأوفر منه، وأكده الواقع حين قيَّض الله لهذه الأرجاء الواسعة من دنيا العرب من يلم لها الشمل ويسعى لرفعة شأنها وشأن أهلها، ولتكون أيقونة العرب وقدوتهم كياناً وكينونة (المملكة العربية السعودية) دولة الأمن والأمان والرخاء والإخاء والوفاء. ونقولها بكل فخر منجز أول وحدة عربية ورائدها وبطلها ذلك القائد التاريخي الملهم الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه البررة ممن ساروا على نهجه وترسموا خطاه المباركة، رافعين راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، معلين شأن الإسلام ونصرة المسلمين مثلما سعيهم الحثيث لتوفير كل أسباب الراحة والهناء للمسلمين حجاجاً ومعتمرين وزواراً مما تجلى فيما صار من تلك المجهودات والمنجزات المبهرة لإعمار الحرمين الشريفين في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتوفير كل الخدمات لمرتاديهما. وبرغم ما لذلك من عظمة إلا أنه ليس إلا جزءًا من كل والمشهود له بالعظمة في كمه وكيفه مما أخذ هذه البلاد من صحراء قاحلة يعيش سكانها عيش البادية والبدائية إلى أن صارت تعج بكل أسباب التحضر والرقي والاصطفاف مع أكثر الشعوب تطورًا في العالم مثلما ما تناهى لها من فعل وتفاعل وحضور مجلل في مختلف الشؤون الدولية بفضل الرجال والقادة العظام. فلنحمد الله ونشكره مما سوف يصير لنا المزيد منه من خلال مستجدات الخطى المتسارعة لهم مما لم يعد بالوسع بيان كمه وكيفه. حفظ الله من شأنهم ورفع شأن هذا الوطن وأهله ملك البلاد خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وأمدهم بالمزيد من عونه وتوفيقه.