الأزمات كفيلة بصنع الرجال، والمواقف الصعبة تُبيّن المعادن، فمع بداية جائحة كورونا ظهر المتحدث الرسمي لوزارة الصحة د. محمد بن خالد العبدالعالي يصف المشهد،
ويتابعه بكل لباقة وشفافية وسرعة بديهة متصدياً للموقف، ومتحدياً للظروف، وواصفاً للمشهد بدقة متناهية، ويملك مخزوناً ثقافياً هائلاً، وما يميزه هو ثقافته العالية، واطلاعه الواسع، ومواكبة الدراسات والبحوث العالمية، والاستعداد التام لإجابة أي سؤال مباشر عن دراسة أو بحث أو تطور جديد يخص الجائحة، فأصبح حاضراً ومتمكناً وملماً في مؤتمره، ومحباً وعاشقاً لمهنته، ومتجاوباً وبشوشاً مع الجميع، وبالتالي شاهدناه خير متحدث لوزارته، وخير سفير لمهنته، وخير ممثل لوطنه. د. محمد العبدالعالي بدأ من الصفر، وشق طريقه بكفاح حتى وصل إلى ما وصل إليه فقد تحصل على شهادة البكالوريوس للطب والجراحة من جامعة الملك فيصل، وماجستير الصحة العامة من جامعة مانشستر البريطانية، وزمالة جامعة الملك سعود (علم الدم وأمراض نقل الدم)، والزمالة الدولية للكلية الأمريكية لأطباء علم الأمراض، وكذلك الزمالة الدولية للكلية الأميركية لأطباء علم الأمراض. وبدايته الإدارية حينما تنصب مديراً لمستشفى الملك فهد بالهفوف، ثم مديراً للشؤون الصحية في الأحساء وجازان، ومن ثم انتقل للعمل كوكيل مساعد لخدمات المستشفيات، ثم تم تعيينه متحدثاً رسمياً لوزارة الصحة، حتى صدر معالي وزير الصحة د. توفيق الربيعة قراراً يقضي بتعيينه مساعداً لمعاليه. وحاز د. محمد على عدد من الجوائز منها جائزة أفضل طبيب زمالة لبرنامج علم الأمراض في "جامعة الملك سعود"، وجائزة المركز الأول لأفضل بحث علمي مقدم في اليوم الأول لأبحاث علم الأمراض بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض وغيرهما من الجوائز. وهو بحق كفاءة وطنية نفتخر بها، وتضاف للكفاءات السعودية العديدة، وإثبات متكرر أن بلادنا -بحمد الله- ولادة للمواهب، والكوادر القادرة على رفع اسم الوطن، ومواجهة جميع الظروف والتحديات، وإننا -بفضل الله- قادرون بأن نعتمد -بعد الله- على شبابنا وأبنائنا وبناتنا، وأن الوطن غني بالكفاءات الوطنية. ونشكر المسؤولين بجائزة مكة للتميز (فرع التميز الإنساني) باختيار د. محمد العبدالعالي نظير جهوده العظيمة أثناء جائحة كورونا، فهذا تكريم بمحله، وجاء في وقته تماماً، وناله من يستحقه بجدارة، وكان فيه تتويج لمجهوداته خلال الجائحة، فهنيئاً للدكتور بالجائزة، وهنيئاً للجائزة به.