وفاء سعيد الأحمري
أعلن أمين السجل في تقويم الأيام الدولية عن أول يوم دولي لـ(كن أنت)
INTERNATIONAL BEING YOU DAY الذي تم الاحتفال به في 22 مايو 2021، وبعد ذلك سيكون سنويًا. أول مطالبات بحركة كن أنت كانت عام 2011 بعد نشر المؤلف الدكتور داين هير كتابه بعنوان كن أنت يتغير العالم. يقول داين في إحدى صفحات كتابه هذا «ماذا لو كنت حقًا، أنت الهبة والتغيير الذي يتطلبه هذا العالم!» تُرجم كتابه إلى 17 لغة وتحول كتابه إلى سلسلة من الندوات وورش العمل وقيل عن كتابه أنه (صندوق أدوات مبتكر حقًا للباحثين عن العالم).
جميل أن يكون العالم بهذا الوعي وهذه النقلة ويتم تشجيع الثقة وإظهار الكينونة الداخلية للأشخاص ونشر ثقافة القبول للذات وتشجيع قبول الاختلاف، ولأنني لا أفضل ترديد الكلمات الرنانة كثيراً بدون تفكير أو تحليل. فأنا من أنصار الواقعية وما يجري في الحياة الحقيقة تناولت مفهوم هذه الكلمة مع عدة أوجه نظر مختلفة أراها كثيراً في واقعنا. هناك الوجه المشرق لـ(كن أنت) وعكسه منه الكئيب ووجه آخر موجود بكثرة وهو متطرف لـ(كن أنت).
نبدأ بالوجه المشرق لـ(كن أنت) فهي أنت المنسجمة مع ذاتك وأنت المتفقة والمتصالحة مع واقعك وإمكاناتك. هي وجه الحرية المسؤولة في تصرفاتك وأفعالك وأفكارك ومبادئك. هي القبول بواقعك وحب نفسك كما هي بنقاط ضعفك قبل قوتك. وحتى تكون أنت أنتها الذي تريد لا بد أولا أن تعرف وتعي من أنت, وتقيم نفسك وتهذب تصرفاتك وتطور من ذاتك. ثم بعد ذلك كن أنت لأن هذه الكلمة لا تعني كن أنت ببذاءة لسانك وسوء أخلاقك وتقوم بإذاء الآخرين لتبرر بعدها بقول هذه أنا فلتقبلني كما أنا. هذا وصف لـ(كن أنت) المتطرفة غير الواعية. في هذه الحالة نقول لك يا عزيزي اتزن وارفع وعيك ثم كن أنت بانسجام ولباقة ومسؤولية.
هناك وجه كئيب لـ(كن أنت) موجود ولكنه (كن أنت) المقيدة المكسورة. وهي أن تكون مدركاً وتفهم حريتك المسؤولة لكن أنت في مكان ومجتمع يحتم عليك التبعية ويشجعك أن تكون نسخة من الآخر ولا يسمح لك أن تكون أنت بل يضغط عليك بطرق غير مباشرة حتى يمنعك أن تكون أنت كما تريد, وكما تحب أن تظهر وبالرغم من وعيك وإلمامك الجيد بكيفية أن تكون أنت. إلا أنهم قتلوا روحك المتفردة وصفقوا لك مشجعين لطمسهم هويتك ورغباتك في الحياة. إذا كنت من هذا النوع حاول, لا تيأس كن أنت وسوف تصبح كيوننتك المشرقة إذا كنت جاداً ومتزناً في ذلك. أعتقد أن الوجه الكئيب لوجه (كن أنت) منتشراً في عالمنا العربي، لكن في هذه المرحلة سوف تصل لنفسك وتكونها بالتدريج إذا أردت ذلك وكنت شجاعاً في مطالبك وتذكر مقولة المهاتما غاندي «يجب عليك أن تغير نفسك على النحو الذي تود به تغيير العالم».
ختاماً أدعوك أن تكون أنت المشرقة بحب وانسجام بعيداً عن (كن أنت) المتطرفة والكئيبة.
** **
محاضر بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن - باحثة دكتوراه - المملكة المتحدة