مها محمد الشريف
إن أكثر الأوقات التي نكون فيها في حاجة إلى السعادة والسرور هي عندما نكتب الكلمات لمناسبات تاريخية عظيمة، فهي تضيف إلى رصيد الكاتب ذلك التاريخ المجيد ويسجل معها تلك الصور الجميلة عن لقاء القمة بين دولتين قيل عنها «المملكة ومصر جناحا الأمة العربية ومركز ثقلهما، ومستقبل العلاقة سوف يمضي لآفاق أوسع».
في زيارة رسمية التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مدينة شرم الشيخ المصرية الزعيمين في لقاء ودي أخوي يعكس العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط بين البلدين والشعبين، وزيارة ولي العهد السعودي إلى مصر تأكيد على عمق ومتانة العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين الشقيقين.
علاقات متميزة تربط مصر والسعودية على المستويين الرسمي والشعبي، وعلى الصعيد نفسه توافق في الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية وهي محل الاهتمام المشترك بين البلدين، وبيانات إحصائية خاصة تدعم وجهات النظر وتؤكد أهميتها، والتنسيق السياسي لاستعادة الاستقرار للعالم العربي بحلول سياسية في ليبيا ودعم التحرك المصري في هذا الملف، وأيضاً دعم مبادرة مصر للهدنة بين إسرائيل وقطاع غزة وإيصال المساعدات لأهالي غزة، وكذلك الحال دعم مبادرة المملكة للحل السياسي باليمن، وأيضاً دعم موقف مصر والسودان في ملف سد النهضة والتصدي لتدخلات إيران بالمنطقة، والعمل على تعزيز أمن واستقرار العراق.
حكومات تمتلك الرؤى الثاقبة عبر المعطيات التي تفصح لنا عن أهم النتائج السياسية والاقتصادية والاتفاقية البيئية التي وقعت بين السعودية ومصر لتطوير أكثر من 1000 كيلو متر مربع جنوب سيناء لتكون ضمن مشروع «نيوم»، لنأخذ على سبيل المثال تأسيس صندوق مشترك بالمناصفة بقيمة تتجاوز 10 مليارات دولار، ومن البديهي أن نكون هذه المشاريع الضخمة مرآة تعكس العلاقات بين البلدين تستمد ثقلها من أراضيها لتطوير المناطق بين «نيوم» ومشروع البحر الأحمر الذي يقرب المسافة ويمر عبر الطرق ليمهد بإنشاء ثلاث وجهات سياحية وإقامة 50 منتجعاً، وكل هذا لا يتأتى من الصدفة أو يتحدد دون رؤى طموحة وجهود بناءة لإقامة عدد من المدن الصغيرة.
كما يلاحظ هذا الازدهار الذي تشهده البلدين ضمن الأهداف التي فرضتها العلاقات الاقتصادية الناجحة فقد ساهمت في تطوير الواقع وجعلته حقيقة جلية تشع أملاً أمام الأشياء المبهجة لمستقبل ذي أهمية من الناحية السياسية والاقتصادية للمضي قدماً نحو اتفاقيات وتعاون مثمر من أجل مشاريع غاية في الأهمية تستدعي شركات الملاحة والسياحة الأوروبية لاجتذاب سوق إبحار اليخوت وإنشاء «المارينا» المتخصصة في المنتجعات الجديدة، لأكثر من 7 شركات للسياحة والملاحة السياحية العالمية.
وعندما يحدث هذا التوافق يتكون الهدف المشترك من وجهة نظر عامة ولكن عندما تخدم غاية عظيمة بحجم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والقائد المصري عبد الفتاح السيسي تشعر العالم بمزيد من الالتزام من الأشخاص الحقيقيين الذين يعملون من أجل أوطانهم، وزيارة ولي العهد السعودي هي تعزيز للعلاقات ومواصلة بناء المشاريع السعودية المصرية، تعتبر بمثابة غاية يتم تحقيقها من أجل حياة الدولتين وشعبيها وتحقيقها يجعلها تحيا في ظل ما تحلم وتؤمن به، فقد شهد العالم إنجازات المملكة العربية السعودية والتطوير الهائل وكذلك ما قدمه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للمشاريع العظيمة التي تحققت في بلاده خلال فترة توليه رئاسة مصر وبالإمكانيات المتاحة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وكانت محل اهتمام وإبهار للعالم ككل.