إبراهيم بن جلال فضلون
كلعبة الكراسي.. وتجاذباتها السياسية عالمياً، يفوز صاحب النفَس الطويل ليسبق ويجلس في كرسييه أولاً، إنها ألاعيب الأماكن وشاغريها ومن يتسابقون عليها، في أروقة السلطتين التنفيذية والتشريعية بأي دولة.. في تناطح وثأر، لكن لا مكان لهما في أوطان الإنجاز والمستقبل والرؤيا الملهمة، فالأساليب الدولية تجعل الأقاويل سابقة لأنها قد لا تحدث، حيث وعد الرئيس الأميركي جو بايدن، في خطاب عشية «يوم الذكرى للعسكريين»، بألا تدع الولايات المتحدة روسيا «تنتهك» حقوق الإنسان، وكأنه يرغب في إرساء قطيعة مع سياسة سلفه ترمب الذي اتهم بالتساهل مع بوتين.. وقد فعلها من قبل هاتفياً في فبراير مع نظيره الصيني شي جينبينغ، وقال: «أبلغته بوضوح أن لا خيار آخر لدينا سوى الدفاع عن حقوق الإنسان في كل أنحاء العالم، فهذا نحن». وشدد على أن «أميركا فريدة، إنها فكرة (...) بالنسبة إلينا، أن يولد جميع الرجال والنساء متساوين، تلك حقيقة مؤكدة»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
دعنا نعد للوراء ليس بعيداً حتى على من له ذاكرة قطط...
ماذا عن حق (فلويد والسود)، بل والعرب بأميركا وألمانيا، وحق الفلسطينيين بغزة والضفة، وماذا بحق تشريد أكثر من 13 مليون سوري خارج بلدانهم متفرقين ببلدان يتيهون فيها وتنتهك حقوقهم، وتهجير الملايين بالداخل السوري، ومثلهم العراقيون الذين يعانون المرارة بحجة النووي العراقي، فأين هو؟، وهل وجدوه؟!!.
لقد عاش ويعيش العالم مرحلة من التوتر الحاد بين قوى العالم المتعددة منها طرف (صيني -روسي) وآخر أمريكي يرزخ في ديونه، وإذا كان بايدن قد وعد بمعاقبة روسيا فقد وعد بالحوار معها وعدم نيته «التسبب بتصعيد ونزاع دام قد يتكرر، لكنه وصف نظيره الروسي بأنه «قاتل». ومثلما يحدث بصمت دولي عن جرائم الحوثيين باليمن، ودعم إيران لهم بشكل فاضح هدد الأمن القومي العربي والمنطقة، إضافةً إلى مليشيات إيران بالعراق ولبنان حيث حزب الشيطان، ومهزلة انتخابات الأسد؟ فقد يقع اللوم على الأمم المتحدة ومتحدثي أو صانعي اللا-سلام، وخير مثال يحضرني «أبي أحمد» وخداعه العالم بعد حصوله على جائزة السلام وهتلك حريات التيغراي بأثيوبيا رغم فضلهم عليه، لنجد أميركا ودول القارة العجوز.. هاهنا مترنحين لا يعرفون حلولاً؟!! يمولون ويحمون نووي طهران، ويتشدقون بإرهابه المنطقة، مثلما ساندوا التنظيم الإخواني وأفاقوا على ضربة الفراعنة لهم.. منادين بعدها بمعاداة المسلمين بصياغة «خريطة الإسلام السياسي»... ليعلن أنتوني بلينكن للصحفيين خلال اللقاء الثنائي مع نظيره الروسي لافروف، على هامش انعقاد مجلس المنطقة القطبية الشمالية في ريكيافيك قائلاً: «إذا أمكن لقادة روسيا والولايات المتحدة العمل معاً بشكل متعاون... سيكون العالم أكثر أمناً».. يا للعار؟!!
إنها وببساطة يا سادة انتقائية وانتهازية.. وفق شبكة CNN الأميركية وقول بايدن أن «الولايات المتحدة ملزمة بالتحدث علنًا عندما نرى انتهاكات لحقوق الإنسان»، وكذلك قوله: «الولايات المتحدة تأسست على المثل الأعلى المتمثل في خلق جميع الرجال والنساء متساوين»، فلا أحد يدافع عن الجرائم، أياً كانت، ولا عن الحروب، وانتهاك حقوق الإنسان، إلا إذا كان فيه شيء من النفاق والغدر بفرز القيم، وتطبيق قوانينه هو هو بلا اعتبارات إنسانية.. فهل ماتت حقوق الإنسان بعدما أبكته ضلالاتها العلنية بالأحداث في شتى بقاع الأرض.. (غزة- اليمن- لبنان- سوريا- ليبيا- العراق- ومسلمي ميانمار وبورما والهند وفرنسا والفلبين و23 مليونًا من الإيغور الصينية ضمن أكثر من 100 مليون مسلم بها- وغيرهم كثير)..
وأخيراً: نحن بحاجة إلى إنهاء الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية الآن.. فماذا تستطيع الأمم المتحدة أن تفعل؟!.