طفلة النفيعي
في يوم 8-8-1442 رحل رمز من رموز الصحافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية الأستاذ محمد بن عبد الله الوعيل، ولا راد لقضاء الله «فلكل أجل كتاب»، والحقيقه لا أعلم من أين أبدأ وماذا يمكن أن أتحدث عن محمد الانسان أو المعلم والموجه في مهنة صاحبة الجلاله «الصحافة».
ولعل كتابة هذا المقال المتأخر في (التأبين) بهذا التاريخ بعد وفاته رحمه الله قبل ثلاثة أشهر يدل على صدق ما أقول تجاه هذا الإنسان الفاضل رحمه الله، فوالله من لحظة أعلن ابنه أ.مشعل الوعيل رحيله إلى دار الخلود في الجنة بإذن الله وأنا لا أستطيع أن أكتب كلمة واحدة بحق هذا المعلم وأحد رجالات ورموز الصحافة في بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية، لما له رحمه الله من فضل عليّ أنا شخصياً بعد الله في دخولي إلى عالم الصحافة الجميل منذ ما يقارب (الثلاثين عاماً)، والذي كانت فيه الصحافة في أعلى وهج الانتشار والأهمية كوسيلة ومنبر إعلامي مهم جداً على الصعيد الرسمي والشعبي لشرائح المجتمع بكل طبقاته لا غنى عن متابعتها اليومية من الجميع حتى المواطن البسيط، وبالنسبة لي كنت في كل يوم أترقب بزوغ الفجر للمسارعة في الحصول على عدد جريدة الجزيرة من بقالة حارتنا قبل نفاد الكمية حتى أصبحت جزءاً من حياتي مثل الغذاء والهواء، وكنت أحلم بأن أكون إحدى كاتبات وصحفيات الجزيرة اللاتي يشار لهن بالبنان، وإن كان لي عدة مشاركات متواضعه في بعض الصحف والمجلات الخليجية في أول الأمر، إلا أن الهوى لـ»الجزيرة» هو الذي تمكن من الفؤاد وكنت مغرمة بصفحاتها المتنوعة كالبستان الذي ينشر عبق الزهور الفواحة في المكان.
وذات يوم رفعت سماعة الهاتف وكان الوقت الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، وهو يوم لا أنساه، فقد كان نقطة تحول في حياتي ومن أجمل أيام العمر اتصلت مباشرة على رقم نائب رئيس التحرير ومن حسن الحظ رد علي الأستاذ محمد الوعيل رحمه الله، كان صوته هادئاً ومتأنياً تحس بسماعه طيبة القلب وحنان الأب والمربي الفاضل، بعد التحية عرفته بنفسي، وقلت له يا أستاذ أنا بصير كاتبة عندكم بالجزيرة، كذا على طول وبدون مقدمات، وقلتها وأنا متحمسة، قال: «إن شاء الله خير أرسلي ما عندك من كتابات ونشوف»، عندما قال لي «نشوف» توجست خيفة في نفسي، فوراً أعدت عليه الطلب مرة أخرى (صاحب الحاجة لحوح) وما اكتفيت بذلك وقلت وبكل ثقة «وأبي يا أستاذ محمد صفحة كاملة»، في هذه اللحظة شعرت بأنه ابتسم وتوقف لثوان عن الحديث من طلبي الذي يدفعه الحماس وأعتقد جازمة بأنه استشف بمستقبل صحفية قادمة مع تعجبه من طلب المستحيل بصفحة كاملة من أولها، وأنا لم أصعد السلم من الدرجة الأولى
حتى أصل وأجد لاسمي مكاناً بين صفحات الجزيرة الغراء، ولم يسبق لي أن مارست العمل الصحفي. ولكني كنت قد تسلحت بالكثير من المقومات الصحفية، وقبل كل شيء الموهبة والحمدلله.
لم يزد على ما قاله رحمه الله غير أرسلي بالفاكس ما عندك وإن شاء الله أنه يستحق النشر.
وفعلاً أرسلت موضوعي، ومن اليوم الثاني نشر بصفحة عزيزتي الجزيرة، وفي ذلك اليوم لم تسعني الدنيا من الفرحة حتى من فرحتي بذلك المقال الصغير يتهيأ لي بأن كل الناس تشير بالبنان لتلك الكاتبة صاحبة القلم السيال، شعور لا يوصف ولا ينسى صاحب الفضل بعد الله ورجل الوفاء الإنسان المعلم رحم الله أبا نايف محمد الوعيل.
واليوم وأنا أفوز بأفضل تحقيق صحفي (بمسابقة مدرستي الرقمية) على مستوى منطقة الرياض التعليمية أهدي هذا الفوز لروح أستاذنا الفاضل محمد الوعيل رحمه الله، وإلى أستاذنا عراب الجزيرة وقائدها رئيس مجلس هيئة الصحفيين السعوديين ورئيس اتحاد الصحافة الخليجية أ.خالد المالك حفظه الله، ولكل أسرة مؤسسة الجزيرة الحبيبة كوني إحدى محرراتها وبكل فخر.
للتوضيح:
(مها السالم) الاسم الذي كنت أكتب تحته إلى عام 2015 عندما أعلنت اسمي الصريح طفلة النفيعي.