ودع الوسط الإعلامي والصحفي في منطقة القصيم الأسبوع الماضي الأستاذ (محمد بن إبراهيم العبيد) أبو إبراهيم الذي رحل إلى جوار ربه إثر أزمة قلبية مفاجئة وهو يراجع بلدية عنيزة في مهمة خاصة به وتم نقله في سيارة الإسعاف إلى المستشفى وبعد ساعات فارق الحياة لتكون صدمة لأهله ومحبيه، وقد تلقيت هذا الخبر المؤلم عن طريق أحد الزملاء والذي نزل علي كنزول الصاعقة حمدت الله وشكرته ورددت جملة (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) ودعوت له بالمغفرة وحسن الخاتمة وأقدم لأسرته خالص العزاء وصادق المواساة لفقيدهم الغالي..
ونحن جميعاً نؤمن بقضاء الله وقدره وهي سنة الحياة لكل إنسان بهذا الكون نسأل الله أن يجعلنا من عباده الصالحين الفائزين بجنات النعيم...
فقيدنا الغالي أبا إبراهيم- يرحمه الله- له بصمة في مجال الإعلام بكافة وسائله المختلفة منذ حوالي أربعين عاماً حافلة في العطاء الوافر والوفاء والإخلاص والتضحية في مجال الصحافة والإعلام كانت أول مهامه توليه إدارة مكتب صحيفة الجزيرة في محافظة عنيزة في بداياته، وكانت الانطلاقة له في التعرف عليه شخصياً عند افتتاح مكتب الجزيرة بالرس، وقد استفدت من تجربته الكثير في هذا المجال وشجعني يومها في تولي المكتب من خلال توجيهاته وخبرته في هذا المجال في مهام التحرير والتغطيات وطريقة الإعلانات، صراحة الفقيد يعتبر من النماذج الإعلامية والكفاءة الإدارية المثالية المخلصة للعمل الإعلامي المتفاني في عمله وكذلك علاقاته مع الجهات المسؤولة كسب فيها خبرة في حضور اللقاءات والاجتماعات وكثير من المناسبات في المنطقة عامة ومحافظة عنيزة خاصة..
وكنت يومها أتواصل معه قبل وفاته بأيام وكانت تتم بيننا زيارات متبادلة لقرب المسافة الجغرافية بيننا...
لقد عشت معه أجمل الذكريات كما تولى في فترة من الفترات إدارة مكتب جريدة الجزيرة في الدمام لأكثر من عام قام بتنظيمه وترتيبه وإعادة نشاطه من واقع خبرته- يرحمه الله- وبعد نهاية مهمته عاد لمسقط رأسه عنيزة ليواصل عمله في مكتب عنيزة وعطائه الإعلامي وزاد ذلك نشاطه وتوهجه بوسائل الاتصال الحديثة ونجح فيها بكل همة ونشاط من أجل عشق عنيزة وأهلها ونقل همومها ومطالبها عن طريق رسائله القصيرة في حساب التويتر وغيرها والتي كان لها أثر في الاهتمام في بعض المشاريع خاصة ما يخص تحسين وتجميل المحافظة نال من خلال نشاطه الكثير من التقدير والاحترام والتكريم وشهادات التقدير من أمراء المنطقة والمحافظين ومسؤولي الدوائر الحكومية نظراً لنشاطه المتواصل في المجال الإعلامي، ونال الكثير من الدورات وتخرج العديد من الإعلاميين على يديه من أبناء المحافظة عن طريق المكتب ومنسوبيه من بعض الزملاء المحررين والمصورين، صراحة يعتبر من رواد الإعلام المميزين في منطقة القصيم عامة وعنيزة خاصة أطلقوا عليه الكثير من الألقاب منها لقب يستحقه وهو عميد الإعلاميين بمحافظة عنيزة، كما شارك في العديد من اللجان الإعلامية في المحافظة وبالدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة والجمعيات الخيرية ومثلها في الكثير المناسبات الوطنية وكان نعم الممثل والعضو الفعال..
لقد فقدت عنيزة علماً من أعلامها المميزين وقد حزن الكثيرون لفراقه وحضروا للصلاة عليه وتشييعه في مقبرة عنيزة، وكل يدعو له بالمغفرة والرحمة بأن يسكنه جنات النعيم ووقفوا عند قبره وهم يرفعون أكف الضراعة لله سبحانه وتعالى ويدعون له بالثبات بأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة... أسأل الله أن يجمعنا وإياه ووالدينا والمسلمين أجمعين في جنات الفردوس الأعلى..
** **
منصور بن محمد الحمود - مدير مكتب جريدة الجزيرة بالرس سابقاً