عبده الأسمري
منذ أن خلق الله الأرض وما عليها والإنسان «محور» رئيس للتغير والتغيير.. فتتباين تأثيراته في الأرض ومؤثراته في العيش ليبقى «عنصراً» أول لتشكيل وجه الحياة من خلال مجموعة «الترابط» بين الطبائع والذرائع.. ومنظومة «الارتباط» بين الفجائع والودائع..
تبدلت «مشاهد» التاريخ على مر العصور في فترات مختلفة ظل بعضها «مفصلياً» في اختراع أضاف للبشر «رقماً» صحيحاً في معدلات «النماء» أو «تفصيلياً» في ابتداع انتقص من المنطق «أصلاً» ثابتاً في معادلات «الانتماء».. لتأتي «النتائج» في موازين مختلفة من «الثبات» و«التبدل» لتقع صراعات «الاختلاف» ونزاعات «الخلاف» بين فرق يستند بعضها على «مقاصد» المصالح وأخرى على «حصائد» المطامح.
في حقب «الزمن» تتعالى «مشاهد» المؤثرين لتعلن حضورها «القائم» على زوايا «النفع» والمتعامد على عطايا «الشفع» في مقامات «حضور» استثنائي لأناس أضاءوا عتمات «الجهل» بإضاءات «النبل» وأزالوا عقبات «التأخر» بإمضاءات التقدم.. ليكونوا أصحاب «مآثر» غيرت رداء «الروتينية» المقيتة وبدلت جلباب «الاعتيادية» البائسة في سبل التعاطي مع العلوم والتماهي مع المعارف.
يتربص «الموت» بالخلائق دون أذن سابق أو موعد مسبق فتأتي ويلات «الرحيل» وتحل «صدمات» الويل.. فتتبادر حينها «السمعة» الباقية بعد «الراحل» في دعوات الأحياء وذكر النبلاء وفي ذلك اتجاهات تعكس ما قدمه «الفقيد» فكل نفس بما كسبت رهينة فمن قدم الخير ستخلفه «نتائج» المعروف ومن ترك «الشر» فستعقبه «عواقب» السوء..
البشر «شهود» الله في الأرض وهم في ذلك صنفان صنف توشح بالعرفان والامتنان يحفظ للفضلاء «صنائعهم» وهؤلاء هم الأنقياء والشرفاء ونوع اتسم بالنكران والخذلان يتجاهل للأوفياء «أعمالهم» وأولئك هم الأشقياء لذا فإن الناس في ذلك على نقيضين من الاعتراف بالجميل والانصراف للسوء.
«مشاهد» الحياة في مجالات «العون» و«الإعانة» و«الرفق» و«اللين» و«الإحسان» متعددة ومتمددة وتبقى «حصناً» للإنسان يقيه من السقطات وينقذه وسط الأزمات.. لذا فإن مفهوم «تجاوز» سوءات الآخرين «أناقة إنسانية» تقتضي الاعتزاز بالنفس الماكثة في دوائر «الرقي» والصانعة لمصائر «السمو» في التعامل مع الآخرين والتكامل مع الذات.
شواهد «المنافع» تقتضي دبلوماسية سلوكية وصناعة ذاتية ومناعة نفسية تجعل «الذات» غرفة عمليات مستديمة لصناعة «النفع» في أبهى صوره وأزهي حلله لتكون النتائج مسجلة باسم الشخصية وموثقة بمعنى الهوية التي يصنعها الإنسان فتكون «قوته» الدافعه في وجه التحولات و»حجته» الدامغة في مواجهة التحديات.
أفعال «الإنسان» لوحة يرسمها بخطوط «خضراء» للتفاؤل الذي يبهج الحياة ويسعد الأنفس ويؤطرها بحدود حمراء للحذر الذي يمنع الإساءة ويوقف التعدي ويلونها بألوان زاهية تفرح الأرواح حتى تكون «جاذبة» لمن سقطوا في مصائد «الظروف» و«محفزة» لمن وقعوا وسط مكائد «التعاملات» تحت ظل «استدامة» في إثبات «السلوك» و«استقامة» في ثبات «المسلك».
هنالك من شوه وجه «الحياة» بعنجهية «الذات» وأساء لواجهة الإنسانية بفوضوية «الأنا» حتى باتت هذه «النماذج» مكامن «خطر» وبواعث «تجاوز» ومنابع «جرم» تقترن عند سماع الحديث عنها أو الذكر حولها بإنذارات «حذر» وتحذيرات «إنذار» في أعمال بقت «شاهدة» على «سوء إدارة النفس» و«سذاجة توجيه التصرف» و«رعونة اتزان التعامل».
بين طبيعة الإنسان وتطبع السلوكيات بصبغات «مختلفة» من التصرفات والتحولات والتبدلات والتغيرات تأتي «البصيرة» لتقضي على «الحيرة» التي تثقل كواهل البشر بتحديد «مصير» القول أو تسديد «وجهة» الفعل لتتباين الفروقات بين عواصف العقل وعواطف القلب في منهجية تتفاوت بين البشر وفق حيثيات عديدة تعتمد على التربية والتجربة والخبرة وترتبط بسمات التفكر والتدبر والتذكر..
الحياة جملة من «المشاهد» و«الشواهد» تستند على أقوال وأفعال وتتساند على تجارب ومآرب في دروب عمر ومسالك دنيا تبقى «شهيدة» على الإنسان في ضياء نحو العلا أو هامش على السطح أو سقوط إلى القاع..
لذا فإن العبرة بالمآثر والمناقب والفوائد التي يبقيها الإنسان بعد رحيله إلى دار القرار التي تشكل له «أرصدة» لا تنتهي من الذكر والشكر والاستذكار والانتصار.