منيرة الخميري
ودعنا أحد رجالات منطقة القصيم الإعلاميين ممن سكنتهم عنيزة فخدموها بأقلامهم عبر الصحف الورقية وعبر حساباتهم بالسوشال ميديا يكتبون ويناشدون ويطالبون ويقترحون كجزء مهم بالتنمية.
أربعون عاماً من العطاءات متنقلاً ما بين أروقة الصحافة هو فقيد عنيزة الإعلامي محمد بن إبراهيم العبيد، الاسم الذي سيبقى عالقاً بالذاكرة، فهو الذي كان يُحِب مدينته الحب الذي ترجمه واقع على مدى ما يقارب نصف من القرن.
لم يكن مجال الإعلام يوماً مريحاً بل مُرِهق جداً للصادقين وللأكثر انتماءً لمدنهم والأكثر شفافية بأطروحاتهم، وقصاصات الصحف والعصفور الأزرق شاهدون على ذلك.
الكتابة عن شخصية استهلكت طاقتها للحديث باسم المجتمع عن خدمة منشودة عن مشروع متعثر عن تحسين مطلوب عن محتاج متعفف عن إشادة بخدمات تستحق الإشادة، وطرحٌ يتسابق عليه المهتمون بالتفاعل والردود هو الأمر الصعب فلن تعطي هذه الشخصية حقها كاملاً عبر عدد من الأسطر في مقال.
«من هنا وهناك» كان حسابه رحمة الله عليه في تويتر والذي رغب أن يطلق عليه هذا الاسم عوضاً عن اسمه الحقيقي، فقد كان الحساب الأكثر شغفاً في الحديث عن كل ما قد نرغب في طرحه من مواضيع متعددة تخص التنمية في مدينتنا، قد ننشغل أو نتكاسل أو يصيبنا الملل، فنجد أنفسنا من خلال حسابه وكأننا في صالون أدبي إعلامي ثقافي اجتماعي وتنموي.
لن أنسى مواقفه معي بكل عمل أُكلف به سواء على مستوى المحافظة أو الإعلام كان الداعم والمحفز والمؤمن بدور المرأة في التنمية.
«عمدة الإعلام بعنيزة « هكذا كنت أتقدم له عند التهنئة بالأعياد وعند أخذ المشورة في أمر ما، كان متفرداً يكتب لأجل عنيزة لا أهداف يرجوها ولا يقبل التبعية تميز بالمهنية العالية.
لم أستغرب هذا الكم الهائل من التفاعل والتغريدات عبر هاشتاق #محمد_ابراهيم_العبيد والدعاء والثناء على سيرته المهنية من كبار الشخصيات والحسابات الإعلامية والصحف والشعراء والجمعيات واللجان والعامة والجمع الغفير الذي أبى إلا أن يشارك بالعزاء في المقبرة «الناس شهداء الله في أرضه». ولأننا في مدينة عُرف عن رجالها «الوفاء» فإننا نأمل أن نسمع قريباً عن إطلاق اسمه على أحد شوارعها أو معلم من معالمها، فالعمدة سخر جهده وقلمه لقضايا عنيزة.
دعونا نقدم رسالة للأجيال في مدينتنا عن أهمية الإعلام عن قيم المواطنة الصالحة عن المسؤولية الإعلامية والرسالة الهادفة، دعوهم يبحثون خلف هذا الاسم ليعرفوا بأنفسهم لماذا هو استحق التكريم!.