محمد بن عبدالله آل شملان
هناك في إمارة منطقة الرياض كان جسد المستشار والمشرف على مكتب أمير منطقة الرياض سحمي بن شويمي بن فويز المصارير.. صوته.. ابتسامته الجميلة.. وخطواته.. وفي المكان بقيت الروح والأعمال.. هناك بذل وعمل وزرع المودة... وهناك بقيت الثمار.. في إمارة منطقة الرياض ترك أثراً يبقيه.. وترك بمحطاتها التضحية ليحكيه.
رويت لنا حكاية الانتماء بالوطن وبقيادته الرشيدة.. وزرعت فينا قيمه.. علمتنا كيف يكون تقدير الوطن بالعمل والاجتهاد والولاء والانتماء.
ترجّلت يا أبا تركي مرتحلاً عن هذه الدنيا إلى جوار ربك، لتنعم بمغفرته ورحمته، وتترك لنا سيرتك العطرة وذكراك الحسنة.. وكم لحظات الوداع هي قاسية.. ذرفت العيون دمعها السخين، وألجمت الغصة أنفاس محبيك ومقدريك من الأمراء والسفراء وكبار المسؤولين ووجهاء المجتمع.. لكن العلاج هو الإيمان بقضاء الله وقدره.. لطالما كنت صاحب الصيت الذي امتلأ خيراً، والكفاءة الإدارية التي لها بصمات التميز والكفاءة.
تعلّمنا منك حتى لحظاتك الأخيرة كيف يكون الصبر على المرض، وكيف يكون الإيمان بالقضاء والقدر، استلهمنا منك معاني الصبر والتحمّل وقوة الإرادة.
ولطالما تعلّمنا منك يا أبا تركي قيمة المواقف والعطاءات والأفعال.. عندما أتصفح سيرتك تأخذني إلى محطاتك مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وكان وقتها أميراً للرياض حيث كنت شريكاً في إنجاز الأعمال والمهام، ومنذ ذلك الحين وحتى عهد أمير منطقة الرياض سمو الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز تعمل بكل صمت وإخلاص وهدوء من أجل العطاء بعيداً عن صخب الإعلام وأضوائه الفاتنة.. تركت مكانك الذي أعطيته عمراً من الجد والعطاء ليكون البقاء به بالإنجاز والأثر.
كيف أكتبك عن شخصيتك، التي لن أفيها حقها، رجل إذا ذكر الخير فاسمك في أول الصف، وإذا ذكر الالتزام والانضباط كنت في الطليعة، وإذا ذكر التواضع كان هو طبعك وتصرفك، وإذا كان الوطن والأهل والناس كنت المحب الذي يرى أن مساعدتهم وخدمتهم هي الواجب والأصل والفصل.
رحل جسدك يا أبا تركي، وبقيت أعمالك في قائمة سجلاتك المشرِّفة وسجل محبيك ومقدريك الذين يفاخرون به.. اختفيت عن العيون لكن ستظل روحك وذكراك مخلدة في المكان.. أجدك يا أبا تركي بأعمالك... بمشاعر الناس الصادقة وهي تشارك أسرتك غصة ألم الفراق ولوعة الأسى.. بطيب سيرتك التي ستبقى تفوح بعطائك. إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضي الله، وإنا على فراقك يا أبا تركي لمحزونون.. غفر الله لك ورحمك رحمة واسعة، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.