تمكَّن فريق طبي جراحي متخصص في جراحة الكلى والمسالك في مستشفى د. سليمان الحبيب بالخبر من إجراء جراحتين كبيرتين ومعقدتين لاستئصال أورام منتشرة في أكثر من عضو لمريضين «خمسيني» وآخر «ثلاثيني.
وقال د.سعد الشهراني المدير الطبي المساعد بالمستشفى أن الحالة الأولى جاءت محولة من أحد المستشفيات، فتمَّ إخضاع المريض لفحوصات وتحاليل طبية دقيقة، أكدت نتائجها إصابته بورم في المثانة، ومنتشر في الغدد الليمفاوية، وكانت الحاجة ماسة للتدخل الجراحي العاجل «Radical Cystoprostatectomy, Pelvic Lymphadenectomy and Ileal Conduit». وبعد اتخاذ الترتيبات اللازمة، أجريت له عملية جراحية استمرت نحو «7» ساعات، تمَّ فيها استئصال المثانة والغدد اللمفاوية، ومن ثم تحويل مجرى البول، ورغم أن العملية كانت مركبة ومعقدة إلا أنها -ولله الحمد- مضت في كل مراحلها كما رُسم لها في الخطة العلاجية، وتم نقل المريض من غرفة العمليات إلى العناية المركزة وظل منوماً فيها لمدة «24» ساعة ومن ثم حُوِّلَ إلى جناح الجراحة وأمضى فيه نحو أسبوع محاطاً بالعناية الطبية الحثيثة إلى أن سُمح له بالمغادرة إلى المنزل بعد تحسن حالته الصحية.
وعن الحالة الثانية أكد د. الشهراني أن الفحوصات الطبية الدقيقة التي خضع لها المريض، بيَّنت أنه يعاني من ورم في الكلية اليسرى، وممتد إلى الوريد الأجوف السفلي، إضافة إلى وجود تجلطات دموية ممتدة إلى الأذين الأيمن.
وبيَّن د. الشهراني أنه إزاء هذه الحالة المعقدة التي كشفتها الفحوصات تمَّ تشكيل فريق طبي ضمَّ مجموعة من التخصصات بقيادة جراح المسالك البولية وطاقم أطباء العناية المركزة والأشعة التداخلية لتقديم رعاية صحية متكاملة للمريض، وخضعت الحالة لدراسة وافية، خلصت إلى ضرورة التدخل الجراحي السريع لإزالة الورم، فأُجريت للمريض عملية جراحية دقيقة ومعقدة، تمَّ فيها استئصال الورم الكلوي المنتشر إلى الوريد الأجوف السفلي مع ترميمه بعد الاستئصال، واستمرت العملية لأكثر من «7» ساعات، واستخدمت فيها تقنيات طبية متقدمة والاستعانة بدعامات منقية «مصفاة» للوريد الأجوف للحيلولة دون تسرب التجلطات ووصولها إلى القلب.
وأكَّد د. الشهراني أن العملية -ولله الحمد- حققت نجاحاً متكاملاً، وخرج منها المريض إلى العناية المركزة ومن ثم أجنحة التنويم بحالة مستقرة، قبل أن يغادر المستشفى في وقت لاحق وهو في صحة ممتازة - ولله الحمد.
ووصف د. الشهراني الجراحتين بأنمها من العمليات النوعية المعقدة التي كان يقتصر إجراؤها حتى وقت قريب على المراكز الطبية الحكومية المتخصصة، ونبَّه إلى أن إجراءهما بهذه الدرجة العالية من النجاح في مستشفى د. سليمان الحبيب يعدُّ امتداداً للانجازات الطبية الكبيرة التي ظلت تحققها مستشفيات المجموعة، بفضل اعتمادها على أفضل الكفاءات الطبية في مختلف التخصصات، وحرصها على مواكبة آخر ما تنتجه الشركات العالمية من التقنيات الطبية التشخيصية والعلاجية.