احمد العجلان
هناك أسد حقيقي في الغابة وهناك بافيتمبي قوميز في الملاعب.. الأسد يقال عنه بأنه ملك الغابة وبافيتميي هو ملك الملعب وسيد الروح الرياضية والرسالة السامية للميادين الخضراء، هذا الفرنسي الأسمر ذو الابتسامة التي لا تفارقه والروح الرياضية العالية والأخلاق الكبيرة حضر وسط أنباء متفاوتة عن شاب أسمر هداف لكنه يتعرض لنوبات تشنج قد تشوب أداءه، ولكن الحقيقة أن هذه النوبات هي لحظات إعادة شحن طاقاته، فما نشاهده من إيجابية رائعة في الملعب وأخرى لا تقل عنها خارجه يجعلنا نقول من أين لك كل هذا يا قوميز، نعم من أين لك فلم يسبقك بها أحد من الأجانب بهذا الكم من الاستشعار للمجتمع وبهذا الكم من الرسائل الإيجابية وبهذه الأخلاق والصدق والتواضع. للأمانة أعتقد أن بافيتمبي أحرج بعض المنتمين للوسط الرياضي، كيف لا وهو الذي يتعامل بتلك الطريقة النبيلة فيقف مع الجميع وكأنه ابن لهذا البلد ويرفض التمييز بين زملائه اللاعبين في الهلال والآخرين خارج الهلال عندما يمثلون المنتخب السعودي وكأنه مواطن سعودي، كما يرفض التمسك بالحصول على الألقاب الشخصية ويقول هي بلا قيمة إن لم يكن معها لقب للفريق الذي يلعب له، أضف لذلك احترامه الشديد للمنافسين. حقيقة لا يمكن أن أخفي دهشتي بهذا الأسد الذي يتحول من أسد جائع في الملعب إلى حمامة سلام خارجة فينقل الحب ويفشي الإيجابية والعلاقة الأخوية مع الجميع. الكثير من المجتمع السعودي أبدى حباً كبيراً لهذا النجم الكبير وأبدى تعاطفاً معه وأمنيات بأن يشاهدوه معتنقاً للدين الإسلامي. فقوميز حضر إلينا ونحن نعرفه آنذاك كلاعب كرة قدم فقط واليوم يعيش معنا وكأنه من أبناء هذا البلد. واعتقد أننا كسبنا سفيراً لنا في فرنسا وأفريقيا لأنه سينقل عن بلادنا أشياء رائعة كروعة فكره وأخلاقه وروحه.. حالة قوميز لا تتكرر كثيراً ولكن أعتقد أن اللاعبين الذين عاشوا عصر قوميز في ملاعبنا السعودية من الواجب عليهم أن يستفيدوا من دروسه في الملعب وخارجه، فما يفعله شيء مختلف تماماً..
شكراً قوميز شكراً ملك الملعب والأهداف وسيد منطقة الجزاء.. أما أنا فأقول كم نحن في حاجة لأكثر من قوميز في ملاعبنا.. وعلى دروب الخير نلتقي.