د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
بأهداف وطنية عليا استحدث مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني هذا العام 1442- 2021 جائزة سنوية تحت وسم [جائزة الحوار الوطني] لتضيف الجائزة نكهة متفردةً لانفتاح جديد على وجيب المجتمع نحو أهداف الحوار الوطني منذ أقام مركز الحوار الوطني مناراته عام 1424- 2004 التي تدلتْ منها إضاءات لامعة نحو الاندماج الحقيقي في مفهوم الوطن والمواطنة، وانبثقتْ صفوف من الفكر الفلسفي العميق للتعامل مع التعايش كمنطلق، والتلاحم كنتيجة، والتسامح كترياق تصفو من خلاله المنابع!
والجائزة في عمومها تخطيط متفوق لتعزيز الجوانب الاتصالية والارتقاء بمستويات الفكر الوطني الذي يؤسس لفضاءات مضيئة من التسامح والتعايش والتلاحم، والمبادرات التي تُحفز لها الجائزة كثيرة ملأى تحدَّث عنها بوفير ووافر سعادة نائب الأمين العام الحوار الوطني الأستاذ إبراهيم العسيري خلال اللقاء الإعلامي للتعريف بالجائزة الذي انعقد في مقر مركز الحوار الوطني بمدينة الرياض يوم الأربعاء قبل الماضي، مشيراً إلى أن الجائزة في لبّها وطنية تم تأسيسها لقولبة مستهدفات مركز الحوار الوطني، وهي إحدى المبادرات المنبثقة عن استراتيجية مركز الحوار الوطني، والجائزة دعم لأي منجز وطني يسهم بتعزيز التلاحم والتعايش والتسامح، وبذلك سوف تشجع المواهب لتحويل الفكر الإبداعي وفق المنطلقات الثلاثة إلى إسهام في صناعة خميلة الوطن ونسيجه، وفي ضوء ما أورده نائب الأمين العام فإن أهمية هذه الجائزة تتمثل في تشجيع الإنجازات الوطنية المقدمة من المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد، الذين أسهموا بشكل مميز وفعّال في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتلاحم الوطني التي يسعى المركز لترسيخها في المجتمع؛ والجائزة ضمن ما يؤمن به مركز الحوار الوطني من سلسلة القناعات التي يضخها للمجتمع الوطني؛ وهي أن التعايش المجتمعي نظام وعمل؛ واستنبات للوعي واليقين بأنه رديف للاستقرار والحضارة والأمن ومن ثم القوة والتمكين! كما أن من مدركات الفوز بالجائزة دخول المشاركين في محققات التلاحم المشهودة في صور الإنتاج المؤسسي والفردي تأسيساً على أن التلاحم تحقيق للمصالح المشتركة الكبرى، وتوليد منظومة حب كبيرة لا تقتصر على حب المكان ولكنها تشمل حب الناس الذين يعيشون على أرضه وتحقيق الوطنية الصافية، وجائزة الحوار وشاح جديدة محفز ترتديه المواطَنَة الصالحة الصادقة، الذي يظهر في الفن التشكيلي الجميل، والمقال المعبر اللافت، والفن القصصي الذي يتقاطر ودًّا وحميمية، والبرامج الجماعية الممنهجة، والمنصات الرقمية الحديثة التي تبثُّ وتنشر وتعبر عن الروابط الوطنية النافعة التي تستهدف نطاقات مؤسسية كبيرة ومجتمعات صغيرة وقيادة قوافل التعايش واستزراع التلاحم في كل الفضاءات الوطنية! وجائزة الحوار الوطني الوليدة نراها فتية بالغة بأهدافها يتشكل من خلالها التفاعل الإيجابي مع نهضة الوطن واطراد تنامي مقدراته وحضارته واندماج الجميع في رؤيته العملقة 2030 وتوجهاته وترقية ذائقة الأفراد والمؤسسات عندما يتحولون إلى جسور أفعال ونتائج.
وحتماً فالجائزة استقراء مؤسسي لتحقيق القيم الفكرية التي يترقّى من خلالها الذوق العام المجتمعي واستنهاض المجتمع الوطني للقيام بمسئولياته من خلال الأعمال المقدمة للجائزة حتى يكونوا منصة فكر واعٍ وانفتاح وافتتاح ودود يصل بالمشاركين في الجائزة إلى مراحل متقدمة من اليقين بأن الحوار رديف للاستقرار والأمن والحضارة..
بوح الختام..
جائزة الحوار الوطني مبادرة براقة تشرق في آفاق الوطن.