فوزية الشهري
نحن نعيش بكل أسف مرحلة تحمل كثيراً من التناقضات، مرحلة يكال فيها بمكيالين سواء في القضايا الإنسانية أو الحقوقية، وأصبحت فيها ملفات حقوق الإنسان انتقائية مسيسة بعيدة كل البعد عن الحياد والموضوعية.
جريمة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران الإرهابية عرابة الدمار والإرهاب، تلك الجريمة الوحشية التي نفذتها الجماعة الحوثية في مأرب قبل عدة أيام والتي تعد جزءاً بسيطاً من ركام الجرائم البشعة التي اقترفتها بحق الشعب اليمني وخلفت الدمار والضحايا.
ونتيجة لتلك الجريمة تناقلت وسائل الاعلام صورة الطفلة البريئة (ليان) التي كانت ضحية لتلك العملية الإرهابية، صورة ليان اختصرت لا إنسانية الحوثي ودمويته لم تكن صورة ليان مبتسمة كعادتها، بل كانت الصورة تدمي القلوب وتترك أثراً عميقاً في الوجدان وتجري لها المآقي فصورتها (متفحمة).
عمق الأثر الذي تركته الصورة بداخلي واعتقد بداخل كل من شاهدها دفعني لأتساءل: من يستطيع محو تلك الصورة وتفاصيل تلك الجريمة من عيون أم ليان؟ ومن يداوي جراح الأمهات اليمنيات المكلومات؟ اللاتي سلب الحوثي براءة أطفالهن، إما بإرسالهم لساحات القتال أو استهدافهم بجرائمه الوحشية؟ والطفل اليمني هو الضحية في كلا الحالتين. من يعيد للطفل اليمني طفولته؟
الغريب هو ما يحدث من صمت أو تقليل من فداحة جرائم إيران في المنطقة التي تقوم بها بالوكالة أذرعها وأذنابها ومليشياتها وكذلك ازدواجية المعايير عند المؤسسات التي تعنى بحقوق الإنسان وكذلك الدول المتشدقة بذلك، نراها تصمت صمت القبور بعد أي انتهاك لحقوق الإنسان من قبل إيران وأذنابها وإن استنكرت فعبارات هزيلة هشة خجولة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تحرك ساكناً ولا نجد منهم مواقف بحجم ما يحدث من أحداث وجرائم!
اعتقد أن ضميرهم منتهي الصلاحية تجاه العالم العربي وقضاياه!
ولا يزال تسييس قضايا حقوق الإنسان والانتقائية في المواقف واضحين يكشفهما التباين الفاضح في تعاطيها مع الأحداث، ولن أستغرب في ظل ما يحدث لو قيل إن مجازر الحوثي إنسانية! نحن في زمن عجيب أعتقد أنه الذي وصفه دايم السيف بزمن العجايب وقال فيه (يا زمان العجايب ويش بعد ما ظهر) وفي السياق العجائبي نفسة يأتي تكريم منظمة حماس الإرهابية للحوثي! لتكافئه على جرائمه!
المنظمتان الارهابيتان ربما تختلفان في الأسماء ولكنهما تتفقان بتبعيتهما وعمالتهما لإيران وينطبق عليهما المثل القائل (جاز الباب على الخراب وهالمغني على هالرباب).
الزبدة:
ما أكثر النّاس، وما أندر الإنسان!
«ميخائيل نعيمة»