إطالة ولي الميت الدعاء على القبر
* بعضُ أهل الميت بعد الدفن يقف على القبر ويدعو طويلًا، ويكون الناس مستعجلين؛ للذهاب إلى أعمالهم، وهم في هذه الحال يريدون السلام على هذا الرجل ومواساته ثم الانصراف، فهل فعله هذا صحيح ولو كان فيه مشقة على المعزِّين؟
- الأصل أن فعله صحيح، فيُوقف على القبر بقدر ما يُنحر جزور، ويُدعى له، لكن الرفق بالناس ممن ينتظر فراغه من أجل التعزية، ومن باب ترك المشقة عليهم، قد لا يوجد ما يمنع مِن تأخير هذا الدعاء، فإذا تمت التعزية وانصرف الناس يأتي ليدعو لميته، وإن كان الأصل أنه بعد الفراغ من الدفن، لكن المشقة الحاصلة للمعزين والمشيعين لا سيما وأن بعض الأوقات يكون فيها حر شديد، أو برد شديد، فلعلهم يتناوبون الدعاء، فيدعو أول الأمر واحد والثاني ينتظر ويُعزى، وهكذا، فالمشقة على المعزين تُدفع بمثل هذا التناوب، لكن إطالة الدعاء من حيث الأصل مطلوبة.
***
السن الذي به تكون المحرمية
* متى يصير الولد الصغير مَحرمًا؟ وهل المُميز يكون مَحرمًا؟ وإذا لم يكن مَحرمًا هل يُخفف الخلوة كونه مميزًا؟
- المحرَم لا بد أن يكون مكلَّفًا؛ ليتمكن من الذبِّ عن موليته أو مَن هو مَحرم لها، ويَتسامح بعضُ أهل العلم في المميز إذا نَاهَزَ الاحتلام وقارَبَه وكان نبيهًا، فقد يُتساهل في أمر السنة والسنتين، فيتجاوزون عن ذلك، لاسيما إذا كان نبيهًا غير مغفّل.
وإذا لم يكن محرمًا بأن صار سِنُّه أقل من ذلك، يعني دون الحادية عشرة وما أشبه ذلك، فلا شك أنه يُخفف الخلوة، وفي الحقيقة باعتباره موجودًا والخلوةُ إنما تكون إذا خلا الرجل بالمرأة فإنه يرفع الخلوة من جهة، لكن باعتبار كونه يمكن أن يُغرَّ ويُخرَجَ من المكان بطريقة أو بأخرى من حيث لا يَشعر فإنه لا يكفي في رفعها، والله أعلم.
***
التداوي بجميع آيات القرآن
* هل التداوي بالقرآن الكريم يكون بآيات محددة منه ينبغي للمسلم حفظها، أم أنه بأي شيء من القرآن؟
- جاء في وصف القرآن قول الله -جل وعلا-: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} [الإسراء: 82]، فالذي يقول: إن (مِن) بيانية، يقول: القرآن كله شفاء، والذي يقول: إن (مِن) هذه تبعيضية، يقول: إن بعض القرآن -آيات وسور محددة- شفاء، فكما أن مِن القرآن ما هو أحكام، ومنه ما هو آداب، إلى غير ذلك من أنواع وأصناف الآيات والسور، يقول: إن منه شفاء، فيكون بعضه شفاء، وبعضه أحكام، وبعضه آداب، إلى غير ذلك، لكن أكثر أهل العلم على أن (مِن) هنا بيانية، فالقرآن كله شفاء، وإذا جَرَّب بعضَ الآيات أو بعضَ السور وانتفع بها فالتجربة -كما يقول ابن القيم- نافعة في هذا كالأدوية، ويبقى أن القرآن كله شفاء؛ بناءً على قول الأكثر، وأن (مِن) هنا بيانية وليست تبعيضية.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء