محمد لويفي الجهني
تختلف العادات والتقاليد الاجتماعية في الاستعداد والتهيئة لاستقبال شهر رمضان، ومن العادات التي كانت تُعمل سابقاً وانذثرت حالياً ما يسمى بالشعبنة، والمسمى مشتق من شهر شعبان، حيث كانت تعمل الشعبنة باجتماع أفراد الحي والحارة أو الأسر في نصف شعبان، والبعض يقيمها في آخر أيام شهر شعبان في الأسبوع الذي (لا يدور) أو الأربعاء أو الخميس الذي لا يدور، ومعنى ذلك أن هذا اليوم في مثله من الأسبوع القادم أو اليوم القادم لمثل هذا اليوم يكون قد حل شهر رمضان، والناس صيام.
وفي الشعبنة يكون الاجتماع على وليمة وأكلات رمضانية، وذلك استعدادًا لرمضان ويتبادل المجتمعون ذكريات رمضان السابقة وكيفية الاستعداد لرمضان القادم بعد أيام، والبعض يوزع الصدقات، والبعض يخطط للاجتماعات العائلية وموعدها بين الأهالي والأسر والجيران وعمل جدول لها طيلة الشهر الفضيل، والبعض غلا في الشعبية فأدخل فيها بدعًا وخرافات لا أساس لها من الصحة ولا تليق باستقبال شهر العبادة.
هذا ما كان قديمًا من موروث اجتماعي لدى البعض ولم يبقَ منه حالياً لدى بعض الأسر في استعدادهم لرمضان إلا أن يشتروا فوانيس رمضان ومقاضي رمضان وبعض الأقمشة التي يزينون بها سفر وطاولات الطعام ومجالسهم وممرات البيوت والمجالس، وذلك استعدادًا لشهر الخير المبارك وتهيئة الأجواء الرمضانية ببرتوكولات معينة تميز بين رمضان وبقية شهور السنة وتوضح أهميته وفضله.
وأخيراً تعدُّ هذه جزءًا من ذكريات رمضانية وعاداته الاجتماعية التي كانت موجودة، ومع التطور الحضاري والمدني اندثرت إلى حد كبير ولم يبقَ إلا الاسم والذكريات المتوارثة جيلاً بعد جيل للشعبنة الشعبانية استعدادًا لشهر رمضان، بلغنا الله وإياكم شهره وأيامه ولياليه وأعاننا على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضى سبحانه به عنا، وكل عام وأنتم بخير.