أحمد بن عبدالله الحسين
الفينيقيون
وهم الكنعانيون الذي ينتسبون إلى سام بن نوح، وينطقون اللغة السامية التي تضم لغات الآشوريون والبابليون والآراميون والعبريون والعرب والأحباش.
اسم الفينيقيون
يرجع إلى أول أمة بحرية في التاريخ ذكرتها نقوش الفراعنه والأشوريين، وتسمية (الفينيقيون) أطلقها اليونانيون على السكان المنتشرين بين اللاذقية وعكا وحيفا. وكلمة (فاينيكا اليونانية) تعني البلح، ومنها أتت تسمية شاطئ البلح والنَّاس الذين سكنوا شاطئ البلح جاءوا من بلاد البلح أي من شواطئ البحر الأحمر بحسب ما يقول هيرودوتس المؤرخ اليوناني الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد.
ويُعتقد كثير من المؤرخين أن هجرتهم الأولى من جنوبي الجزيرة العربية ثم استقروا فترة من الزمن في شواطئ الخليج العربي، بعدها انتقلوا إلى الساحل السوري وأنهم سمّوا مدينة صور على شاطئ البحر المتوسط نسبة إلى مدينة صور في ماغان (عُمان) مدينتهم الأولى. بل أن الآثار التي كُشف عنها حديثاً تربط الصلة ما هو في الساحل السوري وشاطئ الخليج العربي.
جان جاك بيربي الباحث الفرنسي في كتابه LE GOLFE PERSIQUE ذكر ما نصه «يرى كثير من الباحثين أن البحرين كانت موطن الذي نشأ فيه أولئك الفينيقيون ملاحو وتجار البحر الأبيض المتوسط».
أمين الريحاني المؤرخ والرحالة اللبناني ذكر في كتابه ملوك العرب، أن لجنة في المتحف البريطاني درست آثار القبور في مدافن قديمة أثبت أن هجرة الفينيقيين من الجزيرة العربية إلى البحر المتوسط منذ خمسة آلاف سنة. وهذا كذلك ما ذهب إليه المؤرخ الإنكليزي جورج رولنسون. واستطرد الريحاني حينما ذكر الوشائج التي تربط بين العرب والفينيقيين قوله؛ لا فرق عندي في كل حال إذا كان العرب الأصل أو الفرع فإذا كانوا الأصل فمرحباً بالفينيقيين أبنائهم وإذا كانوا الفرع فمرحباً بالمتحدرين من الفينيقيين.
ثم قال الريحاني لست من الذين يتلذذون بتعليل النور وتحليل روائح البخور وأن ما أتيقن هو أن بين الشعبين العربي والفينيقي صلة جوهرية قد لا تُرى ولكنها لا تُنكر بل هي تُرى في سنة الوراثة وأدلة الحياة في الحال.