حاورها - محمد المرزوقي:
اتخذت من المدرسة «التعبيرية» منطلقات فنية، تجسد من خلالها معالم أفكارها.. وملامح رسائلها الفنية.. متخذة من التركيز على ملامح (الوجوه) وجه الأنثى خاصة، دلالات تقود المتلقي عبر لغتها البصرية إلى أدق تفاصيل ما لا تقوله الأنثى.. وتقوله فرشاتها.. إذ وصفت الفنانة التشكيلية مريم الشملاوي، في سياق حوارها مع «المجلة الثقافية»، هذا البعد الأنثوي في أعمالها، قائلة: «منذ القدم ظهرت المرأة في أعمال الفنانين بوصفها رمزاً للخصوبة، والنماء، والحب! فملامح المرأة كانت وما زالت عنصر إلهام لهم في أعمالهم، وفي أعمالي تلهمني تلك الملامح جداً، وأجدها ذات دلالات إنسانية مؤثرة!» فيما قالت لمن يصفها بـ(المتمردة) في أعمالها: «قد تكون محاولة مني لكسر قيود الواقع، والنمطية، على صعيد الفن، والحياة بشكل عام!».
* تنتمي مريم - بوضوح - في أعمالها الفنية إلى المدرسة «التعبيرية»، حدثينا عن هذه الميول إلى هذه المدرسة؟
أسعى في لوحاتي لرسم المرأة بطريقة مغايرة لألوان الواقع، لأمزج بين الحلم والحقيقة، مستحضرة في بياض اللوحة دلالات وأبعاداً تتخطى الواقع، لتعكس بعداً شعورياً آخر، من خلال المدرسة التعبيرية، لأكشف دواخل المرأة بإيحاء الخارج، مستخدمة تعابير الوجوه، والأحاسيس النفسية، ليأخذ العمل الفني التعبيري (المتلقي) لمنحنى شعوري مختلف، ولوجه آخر للرومانسية، والشعور الإنساني العميق.
* ما سر تركيزك في أعمالك الفنية على «وجه الأنثى» تحديداً؟
منذ القدم ظهرت المرأة في أعمال الفنانين بوصفها رمزاً للخصوبة والنماء والحب، فملامح المرأة كانت وما زالت عنصر إلهام لهم في أعمالهم، وفي أعمالي تلهمني تلك الملامح جداً، وأجدها ذات دلالات إنسانية مؤثرة، يمكن توظيفها في اللوحة كعنصر تعبيري، وجمالي، وكرمزية لكل المشاعر الإنسانية التي أرغب كفنانة في إيصالها للمتلقي، ليصبح عملي الفني كياناً أنثوياً يفيض بالمعنى ومتعدد الدلالات.
* في أعمالك تداخل عوالم يكاد يبرز أغلبها في الوجه والشعر، فبم تعلقين؟
في عالمنا الحقيقي يعد تفسير تعبيرات الوجه طريقاً لفهم السلوك غير اللفظي وقراءة الناس، وفي عالمي الملون بألوان فرشاتي ألجأ للتعبير عن الحالات النفسية والتطلعات بملامح الوجه والشعر المتطاير، كرسالة بصرية ترصد الأفكار والانفعالات بلغة اللون، مثيرة بذلك في ذهن المتلقي إحساساً عميقاً بما أثاره ذلك الوجه في ذهنه من خلال معطيات اللوحة وشفراتها.
* «الجرأة» اللونية التي وصفتها مريم بـ»التمرد»، إلى ماذا تعدين هذا الأسلوب اللوني في أعمالك؟
قد تكون محاولة مني لكسر قيود الواقع والنمطية على صعيد الفن والحياة بشكل عام.. فقضية المرأة هي رسالتي وقضيتي الأولى والتمرد اللوني هو انعكاس لتمرد المرأة الإيجابي على جملة ظروف وعوائق لطالما منعتها من تحقيق طموحاتها وتطلعاتها وأهدافها، وأنا أرى أننا كنساء سعوديات تمردنا إيجابياً بأسلحتنا الناعمة الخاصة (علماً وفناً وثقافة) فخطت المرأة بطموح و(تمكين) خطوات تاريخية مشرفة وسلاحي أنا فرشاتي الملونة بألوان الطموح والأمل بمستقبل منصف للمرأة.
* من أهم المكونات البنائية في الأعمال التشكيلية لـ»ما بعد الحداثة» الشعرية الفنية، والسردية اللونية، فكيف تصفينها في أعمالك؟
في بناء العمل الفني لا يوجد ما هو أهم من بناء العمل وتكوينه، وهناك أسس لا يمكن التجاوز عنها مهما تمرد الفنان بريشته لذا فإن بناء العمل سيأخذنا نحو الشاعرية، ومع الإنجاز يأتي السرد اللوني تباعاً، فممارسة العمل الفني نظرية ذات اتجاهين كلما انغمسنا في الفن وتوحدنا مع اللوحة.. ارتقى العمل وتهذبت أركانه.
* بإيجاز، بم تعلقين على:
- انعكاس طبيعة المجال الوظيفي في فنك التشكيلي.
في رحلتي في فضاءات الفن والإبداع والإدارة تتداخل الأدوار في حياتي ويتقاطع العالمان (الفن والإدارة)، فالإدارة علم وفن في آن واحد، وفي المقابل الفنان الناجح يجب أن يكون بداخله إداري ناجح يدير فنه تكويناً وموضوعاً ولوناً وحضوراً.
- أنثى ترسم الأنثى.
المرأة تفهم طبيعة بنات جنسها، وهي خير من يسلط الضوء على مشاعرها وقضاياها وروحها وإنجازاتها، فأنا أحاول باجتهاد أن أوفق في إيصال المعنى من وراء التشظي اللوني الذي أنثره في فراغات اللوحة البيضاء.
- الريشة أنثى.. واللون أنثوي.
ريشتي تحاول إبراز المزيج الأنثوي: إبراز الجمال الشكلي للأنثى، والجمال الداخلي، وهو الأهم حيث أسعى لإبراز الروح المعطاءة للمرأة والإنسانية، ومعاني الحب والعطاء والتضحية، عبر انفعالات وحالات مختلفة.. فالمرأة وقضاياها وهمومها وأحلامها.. هي رسالتي.. هي أنا.