سأحاول أن ألج لهذه القراءة من خلال المداخل التالية:
(1) يوسف عاشق الثقافة:
وفي هذا الصدد أستطيع أن أقول: إن العارف يعشق الثقافة وتعشقه؛ فما من منتدى ثقافي، إلا ويدعو العارف، والعارف الهيمان بالثقافة يستجيب ويحضر؛ ليس حضور المتفرج وإنما حضور المشارك الفاعل بالتعليق والرأي والمداخلة؛ وليست مداخلاته المداخلات المعلبة؛ وإنما المداخلات الفاعلة المبنية على التأمل والتدبر في الموضوع وقراءته من الأبعاد المختلفة؛ وتشهد على ذلك مداخلات عديدة شهدتها له في منتدى باشراحيل بمكة وفي أسبوعية صديقه الذي يقترن به كثيراً الدكتور عبد المحسن القحطاني؛ وغير ذلك من المنتديات الثقافية التي جمعني وإياه حضور مشترك فيها؛ وفي هذا المجال يبقى نقطة أخرى ينبغي أن أشير إليها؛ وهي أن العارف تهيأ له أن يشرف على النشاط الثقافي من خلال إشرافه على المكتبة العامة بمحافظة جدة « وقد قُدر لي أن أتحدث عن هذا الأمر في كتاب لي صدر عن مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض « وفي كتاب آخر سيصدر قريبا عن دار الانتشار بعنوان (المنتديات الثقافية في منطقة مكة المكرمة)
(2) يوسف المشغوف بالتوثيق للفعل الثقافي:
وفي هذا الصدد شرّفني يوسف العارف مع أخيه العارف بزيارة لي يوم (9 /10 /1442 من الهجرة.
متأبطاً بعض مؤلفاته «وأهمها لدي والذي أنا بصدده الآن كتاب (سياحة معرفية مع الكتب والكتاب (قراءة وتعليقات) وقد لفت نظري في هذا الكتاب مساحة التوثيق التي منحها لمطالعاته وقراءته، حيث منحها حيزاً جيداً، فقد صوّر بعض الصفحات من قصاصات الأوراق والصحف الموثقة لها، وهذا الأمر يقود إلى محور ثالث وهو
( 3) يوسف العارف المناقش الهادئ والعارف بخبايا الزوايا:
وفي هذا الصدد أستطيع أن أقول: إن العارف يناقش القضايا التي تبرز في المشهد الثقافي بهدوء الباحث الواثق من معالجته والمقلب للأمور على وجهاتها المختلفة مما يجعل القارئ في غالب الأحيان على قناعة بحسن المعالجة « وكتابه (سياحة معرفية مع الكتب والكتاب) أبلغ دليل على ذلك « فقد ناقش فيه كتباً عديدة، وتناولها بطريقة ممنهجة تبتدئ من قراءة العنوان “ ثم الدخول إلى التفاصيل ومعالجتها بطريقة يقول عنها: (وأزعم أن فيما بين يديك أخي القارئ، مشاعر صادقة تجاه ما قرأت وما ناقشت أو علقت، وأنها شيء من الكتابة الموازية للنصوص المقروءة) وأحسبه صادقا في ذلك ولا أزكيه على الله. أما المدخل الرابع، فهو:
(4) العارف الشاعر:
وفي هذا الصدد أستطيع أن أقول: إن العارف من خلال بعض شعره الذي اطلعت عليه «وفيّ لأصدقائه وشيوخه وحريص على أن يعطر شعره بعاطفة متدفقة من الحب والوفاء لهم ؛ مثل هذه الأبيات التي يقول فيها راثيا الشيخ حسن الفقيه - رحمه الله:
غاب عنا بوجهه السمح نور
أين من فيض نوره النيران
فتعصّى الكلام وامتنع الشعر
فنهر الدموع كالطوفان
أين مني البيان أغمس فيه
ريشة الفن وردة كالدهان
كتب الموت يا حبيبي علينا
كل شي على البسيطة فان
أي رزء جديد طبق الكون
أحال الوجود كالبركان
وهذه الأبيات عبَّرت بصدق عن الحب تجاه الشيخ؛ وأظن أنه حان الوقت لأن أطوي لوحة الكيبورد لئلا يتوه بي كثر الكلام عن مساره الصحيح.
** **
- أ.د. عالي القرشي