قبل كل شيء دعونا نفتت معنى كلمة «ثقافة» رغم أني تتبّعتُ أغلب التعريفات من خلال الشيخ قوقل ولم نصلّ إلى تعريفٍ موحّد، ومع ذلك قبل الانطلاقة لابد من استعراض بعضها على الأقل:
- تعريف الثقافة لغةً:
إنَّ كلمة الثَّقافة تحمل عددًا من المعاني لغةً، فيُقال ثقف الشَّيء إذا حذقه، وتأتي الثَّقافة بمعنى الذَّكاء والفطنة، ومن المعاني التي تحملها هي الضَّبط والسُّرعة في التَّعلم، ومن معاني كلمة الثَّقافة لغةً الظَّفر بالشَّيء والغلبة عليه
أما اصطلاحا وهو المهم عندي بصراحة:
الثَّقافة هي مجموعة من العلوم.. التي تحمل فلسفةً خاصة بها وتميِّز هذه العلوم السِّمة الخاصَّة بالأمّة، كما أنَّ الثَّقافة تدلُّ على العادات والتَّقاليد الموروثة لأمَّة ما وانتقالها من جيلٍ لآخر، ومن ضمن هذه التعريفات طريق الإنسان للوصول إلى الرُّقي ومقاربة الكمال
- الثقافة عند السعلي:
هي أخذ من كل العلوم بِطَرَف وأضيف الثقافة هي قارئ نَهِمْ، كاتبٌ مبدع، مُفَكّرٌ جيّد، يجمع ما بين الأصالة والحداثة باعتدال، تحدّثا، قراءة، وكتابة
- الآن نأتي على كلمة «الخوف» حسب ما أراه طبعا:
حالة تناب الإنسان في وجدانه، ويشعر من خلالها بكبتِ مشاعره، ويؤثر عليه في اتخاذ القرار بين الإقدام والإحجام، وهذا بالضبط ما سأكتب عنه في ملامحي وهي كيف أحوّل الخوف إلى ثقافة؟
تفيدُنا في اتخاذ القرار إيجابيا، فلنبدأ بالتالي:
- قال تعالى {قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} فهنا طمّن الله موسى عليه السلام بإعادة هذه المتحولة الحَيّة إلى سيرتها الأولى عصا
فحوّل الله سبحانه الخوف إلى ثقافة الاطمئنان
وقال تعالى أيضا {فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
فهنا الرجل أبو المرأتين بثّ فيه الراحة والأمن بعد خوف.
ومِنْ كان من خلال هذين المثالين وهي كثيرة بالمناسبة، نستطيع أن نستخلص أن الخوف في الغالب يتحوّل إلى الاطمئنان والراحة والأمْن ومن ثم المواجهة بحكمة ورويّة واتخاذ القرار السليم ....
- حكايات الأساطير والتي يتفنن فيها الأمهات تحديداً قرب النوم اختيارا منهن أو غَصْبا، هذه الحكاوي تنغرس في وجدان الطفولة، وتصبح عالقة بذهنها مهما كبروا، والسؤال هل قصص الأمهات لأطفالهن على ما فيها من رعب وخوف تولّد ثقافة ؟ للإجابة عن ذلك نحتاج إلى مقالٍ آخر، لنسبر غور هذه القصص والأساطير والأحاجي.
سطر وفاصلة
بعض الضحكات حياة، وأمل ومستقبل، ونصفها الآخر وجع داخل الأجفان لا يشاهده، إلا كل عاشق مغبون بفراق، أو صدٍ وهجران، والقليل من الضحكات لا تحمل سوى السوء، والترقّب فاحذر الأخير منها، فما بقي منها سوى الحسد وإن تمترس خلف تلك الضحكات الصفراء
كفانا الله منها ومَنْ يَقْرَأ.
** **
- علي الزهراني (السعلي)