أتممت قراءة كتاب «مذكرات امرأة سعودية» بقلم امرأة كافحت ونافحت في حياتها، مُحاربة السرطان بأسلحتها ومنها الصبر والإيمان والانغماس في العمل وعدم رفع راية الاستسلام أمام المرض، إنها القديرة سامية العمودي، كتابها هذا.. كتاب عمرها وقصة حياتها.
لدينا نماذج كثيرة في بلادي كقائدة وقدوة مثل سمو الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان.. وذكرت في الكتاب الذي صدر في عام 2015، ولم يكن كل محتواه من قلمها، بل أحبابها شاركوها في آخر الصفحات، تضمن الكتاب عدة صور توثيق سيرتها ومسيرتها ورحلاتها الداخلية والخارجية، ودخولها لأول مرة البيت الأبيض، في اعتقادي لا بد أن تُروى وتُرى أيضًا، وهذا ما حدث.
مارست الطب لمدة لا تقل عن 30 عامًا.
أصيبت بسرطان الثدي مرتين، الأولى في عام 2006 والثانية في 2015، وهي مؤسسة التمكين الصحي وتعنى بنشر الثقافة الصحية، وعلى سبيل المثال النداء الدائم بالكشف المبكر لأن أهميته تنعكس على نسب الشفاء، بمعنى ترفع من نسبة الشفاء في حال الكشف المُبكر وعند الإهمال تكون العواقب وخيمة.
نالت التكريم محليًا ودوليًا وخيرها من علمها وعملها تخطى وطني، ووصل إلى خارج الحدود وعلى سبيل المثال اليمن.
سامية العمودي أول امرأة عربية تحصل على جائزة شجاعة المرأة عالميًا من الولايات المتحدة الأمريكية، وذكرت في كتابها نانسي برينكر مؤسسة لأكبر مؤسسات مكافحة السرطان في أمريكا، وجاء تأسيسها من قصة حب بين أخت وأختها التي أصيبت بسرطان الثدي.
حكت أيضًا عن لقائها برئيس أكبر وأقوى دولة في العالم، ولقائها مع نائب الرئيس الأمريكي بايدن في ذلك الوقت في عام 2010.
تحدثت عن موقف لن تنساه.. عندما تغيّرت إضاءة البيت الأبيض إلى اللون الزهري تزامنًا مع احتفالية شهر اكتوبر.. شهر التوعية بسرطان الثدي، وكانت هذه أول مرة يتم فيها تغيير اضاءة البيت الأبيض إلى هذا اللون، وبالمناسبة لدينا في السعودية جمعية زهرة وتعد جمعية رائدة في مجالها، والأخت الفاضلة ريهام العجروش واحدة من الأعضاء المثابرين والذين يقدمون تأثيرًا إيجابيًا عن الجمعية وما تقوم به من خدمات وأنشطة وفعاليات، وفي الكتاب قصة تأسيس الجمعية، ولماذا سميت بهذا الاسم؟
سامية كانت تحمل رسالة سامية لذلك وصلت، وكسرت حاجز الصمت آنذاك وبادرت بنشر الوعي في منطقتنا العربية، ورشحت في الاتحاد الدولي للسرطان وهو أحد أكبر المنظمات الفاعلة في مجال سرطان الثدي ومقره في جنيف.
ورد في الكتاب تعليقات من عدة شخصيات ومن أبرزهم حمد القاضي وتركي الدخيل كتبوا عن سامية العمودي.
الحقيقة الكتاب يستحق القراءة ويطول الحديث عنه، ولكن أود أن أختم بطلب الدعاء للغائب الحاضر الملك عبدالله رحمه الله وغفر له، ذكرت جملة قالها رحمه الله ولن تنساها هي.. وهي (كله من عند الله) عندما علم بأنها ناجية من سرطان الثدي وحائزة على عدة جوائز محلية وعالمية، حينها أشار إلى السماء وقال (كله من عند الله) في لقاء تاريخي لا يُمكن أن يمحى من الذاكرة.
** **
- د. فيصل خلف