صارتْ دُنانا [بالغبا] حُبلى
فيها الأصيلةُ تُنجبُ البغلا
للخير فعلاً يندرُ السَّاعي
وخطى الشَّرورِ بأهْلها عجلى
كم أخَّرَتْ لوفائه شهماً
لترى أمَاماً خائناً نذلا
وبَنَتْ سدوداً دون إقدامٍ
لمْ ترْجُ إلاَّ الدونَ لا الأعلى
فتكلَّفتْ في رفْعِ ذي غدرٍ
ليكونَ رغمَ خنوعِه الأولى
تمضي بلا دينٍ ولا عُرْفٍ
تنفي لتُثبتَ من خنا فِعْلا
سرطانُ هذا العصرِ أجْنِحةٌ
تبدي الودادَ وتُمضرُ القتلا
يضْحي الولاءُ بإفْكِها قولاً
ويصيرُ إنْ أمستْ بها خَتْلا
ما للسِّيادةِ عندها وجهٌ
إلاَّ لخَتْرٍ ينبري جهلا
فالكفْءُ فيها نادرٌ عدلاً
والحبّ فيها مخلصاً قلاَّ
***
يا دولةً تمشي الهدى درباً
مذْ ذاع منها الخيرُ أوحلاّ
كلُّ الجهاتِ إليكِ سجّداتٌ
ترجو النَّجاةَ وتسألُ الفضلا
فتجيءُ كلُّ ذنوبِها تُخلى
وتعودُ كلُّ كفوفِها [تُملى]
تهْوِي النفوسُ إليكِ إجلالاً
ما أعظمَ الغفرانَ والبَذْلا!
لكنَّ بعضَ الخَلقْ لم يُثمِرْ
إلاَّ جحودا إنْ نأى فسْلا
يتدثرون خفاءَهم كيداً
فيسمِّمون الزَّرعَ والنَّسلا
حتى ذوو عهدٍ وميثاقٍ
باقوا فخانوا العهدَ والأهلا
فغدوا ثعابينَ الدّجى لَدْغاً
وتبسُّماً - بالزُّور- مُعتلاَّ
غامتْ فلا ندري الذي يبني
والمُزْدَرى بالهدمِ مختَّلا
كمْ مُظهرٍ تقوى سعى ظلماً
ليقالَ بعد الظَّلمِ ما زلاَّ
ومُجاهرٍ بالحبِّ لا يُخفي
إلاَّ العداوةَ أُفْعِمَتْ غلاَّ
ومُناصرٍ ما قامَ مسلولاً
إلاَّ لينصرَ من طغا دغلا
وتجنُّسٍ ما بان عن أصلٍ
إلاَّ لبلوى من زكا أصلا
ومؤقَّتِ الإخلاصِ إنْ أفنى
ما ينبغي عمراً نفى الوصلا
مُستهدفون ذوو الهدى ممن
عادوا السَّنى حقَّاً وما يُتلى
يجنون من خيراتِهمْ جزلاً
فيرون من أحقادِهم ثِقْلا
متآمرون على ذوي فضلٍ
ما بادلوا بإساءةٍ مثلا
لكنْ إذا لم ينتهوا منهمْ
سيرون بأساً يذهل العقلا
يا ربِّ هبْ للمتَّقي نصراً
يُخزي عدوَّك دائماً ذُلاَّ
.. لا غيركَ للهمَّ للشَّاكي
ضرَّاً ويهدي العبدَ إنْ ضلاَّ.
** **
- شعر: منصور بن محمد دماس
dammasmm@gmail.com