الحياة سلمٌ، صعب رقيه، صعب فهمه،
منا من يحاول،
ومنا من تخذله قدمه..
عقولنا أرجوحة تلعب بها الأهواء،
منا من يدرك ما حوله،
ومنا من لا..
بعضهم الحياة تعلِّمه،
وبعضهم يعيش في غيِّه..
العلم والخذلان كلاهما يسيران حسب المقادير..
الله قد قَدَّر كل شيء،
فكل شيء عنده بمقدار..
نعيش في بحر متلاطم،
فتن كثيرة،
و مشكلات عديدة،
ولا نعلم أين المسير!
ابتعد بعضنا عن بعض،
زاد ذلك ما نعيشه في زمن العزلة..
ينطبق علينا قول القائل:
فكل يقول بخير أنا
وعند الحقيقة ضد الخير
تُهنا كثيراً، وضيّعنا كثيراً،
مَرَّت بنا السنون ونحن في غيِّ،
نسعى وراء المظاهر..
صداقاتنا،
علاقاتنا،
أحببنا الكل،
وما فرقنا بين أحد..
نحتفل بالخبير كما نحتفل بالعامل،
قلوبنا مثل صحرائنا..
مفتوحة لأي أحد..
ننشد الحياة بلطف ولين،
وما درينا أننا نتعامل مع حياة السراب،
يضحكون لنا وقلوبهم فيها حنق..
يخلصون لنا إخلاص مظاهر،
علينا من خالقنا،
قالوا بدواً،
قلنا نَعَمْ،
إن كان الوفاء عنواناً لنا..
و قلنا لا،
إن كان التخلف مظهراً من مظاهرنا..
رقينا بفضل الله أعلى الدرجات،
و حُزنا أعلى الشهادات..
بلدنا يضاهي أرقى البلدان..
لم تعد الرحلة همنا،
عُلِمْنا في ديارنا ..
فشهادة الصحراء تنافس شهادة أرقى البلدان..
كل شيء يتغير،
إلا ما تحويه النفس والمشاعر..
نسعى مع حسن في النوايا،
وغيرُنا يخذلنا..
نحن ننطلق من منطلق الدين الحق:
الوفاء والمحبة عنوانان بارزان لأخلاقياتنا،
وهكذا تمضي بنا الحياة،
الله معنا..
ومن كان الله معه فلا يخاف بخساً ولارهقاً..
جربنا صداقتهم،
وكنا صادقين معهم، لكنهم يعملون في الخفاء ضدنا،
فعلوا ما لم تفعله الفيروسات..
الفرق بينهم وبينها أنهم ظاهرون وهي غير ظاهرة،
حقدهم ظهر في أفعالهم:
أن الموت لنا لا لإسرائيل،
أعطيناهم أموالنا، وبادلونا بأدوات الخراب،
يصدرون المخدرات لإفساد أبنائنا،
يرمون بالمقذوفات لتخريب بلداننا،
نمدحهم فيسبوننا،
نكرمهم فينكروننا،
يمدحون من يسعى لإبادتهم،
ويذمون من يسعى لبنائهم،
أشياء مؤلمة أن تأتيك من أبناء جلدتك..
هم لا يبادلونك بالود الذي يجدونه عندك،
بعضهم يعيش حياته معك،
و فجأة تجده يطعن في بلدك..
العزلة مؤلمة..
تبعدك عن الآخر، ولكنها تكشف لك الآخر،
العقول تختلف في التفسير..
وكل منا في حياته يغني على ليلاه،
وعسى الليل ينجلي بإبادة الفيروسات الظاهرة والخافية..
** **
- د.عبدالله ثقفان