أداء المسرحية دون أساس علمي ودراسة تنطلق منها عناصرها (مؤلف، ممثل، مخرج، فني و.... الخ) مجرد أداء بوادٍ لا صدى يوصل كحال مسرحنا اللاموجود! فالمسرح شكل من أشكال الفنون يؤدي على خشبته شاملاً كل أنواع التسلية والترفيه من السيرك إلى المسرحيات لجمهوره، وهناك تعريف تقليدي للمسرح هو أنه شكل من أشكال الفن يترجم فيه الممثلون نصاً مكتوباً إلى عرض تمثيلي على خشبته، يقوم به الممثلون عادة بمساعدة المخرج على ترجمة شخصيات وأحداث النص، وعادة ما يكون الحدث المسرحي الناجح عملاً مشوقاً لكل من المشاهد والممثل والفني، بغض النظر عن مكان عرضها، مسرحاً محترفاً أو مسرحاً مدرسياً أو مجرد مساحة أقيمت مؤقتاً لهذا الغرض، وتندرج العروض من التسلية الخفيفة مثل العروض الموسيقية والكوميديا إلى تلك التي تبحث في مواضيع اجتماعية وفكرية وفلسفية جادة، وليس المسرح كالمسرحية بالرغم من أن الكلمتين تستخدمان عادة وكأنهما تحملان المعنى نفسه، ذلك لأن المسرحية تشير إلى الجانب الأدبي من العرض أي النص ذاته، وعلاقة المسرح بالمسرحية علاقة العام بالخاص أو بمعنى آخر المسرح شكل فني عام أحد موضوعاته أو عناصره النص الأدبي المسرحية، ويعتقد بعض النقاد أن النص لا يصبح مسرحية إلا بعد تقديمه على خشبة المسرح وأمام الجمهور، والنص ليس سوى مخطط يستخدمه المخرج والفنانون الآخرون كأساس للعرض، والعرض المسرحي من أكثر الفنون تعقيداً لأنه يتطلب العديد من الفنانين لأدائه، كالمؤلف والممثلون والمخرج ومصمم الديكور والأزياء والإضاءة ومختلف أنواع الفنيين، كما تتطلب بعض العروض الأخرى مصممي رقصات وموسيقيين وملحنين، ويسمى المسرح أحياناًً الفن المختلط، لأنه يجمع بين النص والجو الذي يبتكره مصممو الديكور والإلقاء والحركات التي يقوم بها الممثلون، كان الكاتب المسرحي قديماً يقوم بجميع الأعمال الفنية مثل كتابة النص والتمثيل والإخراج، وبالتدريج أصبح هناك مختصون، وبرزت فنون المسرح العديدة واكتسب كل من الممثل وكاتب النص شهرة في البداية بسبب أن الواحد منهما يعتمد على الآخر في إخراج فنهما إلى حيز الوجود، وفي المسرح الحديث اعتاد المخرج على مواءمة جميع خصائص العرض من تصميم الديكور على تصميم الأزياء والإضاءة والمؤثرات الصوتية والموسيقية والرقص، وربما كان أهم عمل للمخرج هو قيادة الممثلين في عملية إبداعهم ومساعدتهم على أداء أدوارهم.
** **
- مشعل الرَشيد