نسمع.. وسنظل نسمع مقولات تلتقي في التخفف من «صرامة» منهجيات الدراسات الأكاديمية! ومن فئة من الأكاديميين أنفسهم! وربما رددها أيضاً «أساتذة» في النظرية النقدية، ما يعني أن هذا ليس ضعفاً من جانب، ولا ذماً من جانب آخر، لأن مدعاة هذا الانطباع عن النظرية التي تفترض مدخلاً مناسباً، ومنهجاً تقوم عليه، ومعرفة علمية بالنظرية نشأة، وفروضاً، وتطوراً وتطبيقاً، وصولاً إلى علاقتها بمستويين: النظريات الأخرى، متغيرات المراحل.. تجعل من كل هذه الاشتراطات.. صرامات بعضها آخذاً بأعناق بعض.
* لكل هذا وغيره.. من أشكال الصرامة «العلمية»، المتصلة بجانب (التنظير)، التي تبني معرفة جديدة، عبر تطبيق النظرية على أي فن من فنون الأدب، مع الأخذ بمتغيرات مستقلة، وأخرى تابعة، وبينهما الكثير من المتغيرات الوسيطة، وما قد يدخل في الجانب الدراسات شبه التجريبية من متغيرات ضابطة.
* ربما وصف أصحاب (النظائر) لا (النظرية)، كل ذلك بأنه في أحسن الأحوال.. من قبيل «لزوم ما لا يلزم»!، ولربما كان مبعث الموقف من تلك الصرامة، الأخذ بما يُسمى (رجع الصدى)، خاصة من دور النشر وأرقام التوزيع، أو ما يعكسه «التلقي»، نقاد لا تقودهم نظرية.. وقراء.
* هنا لا يمكن أن نغفل رأي من يرى أن الذوق سواء كان منطلقه «المقروئية»، أو «انقرائية»، أو «الذوق الجمالي»، بأنه أحد مستويات النقد (الانطباعي)، وهي في المقابل (نظائر)، تشمل أيضاً أشكال إعادة إنتاج النص.
* الغريب.. أنك لا تجد أسهل من تلك النظائر.. إلا سرعة (الاقتناع) بها لدى شريحة من القراء! كأحد أشكال الثقافة «المقنعة»، لذلك تجد مع كل هذه الثورة المعلوماتية عبر الثورة الرقمية، من هو على قناعة تامة، بأن أمة اقرأ.. لا تقرأ!
* ومن أشكال وإشكاليات النظائر، أن المعلوماتية.. هي المعرفة!
* مثالاً: يقارب وينافس ما ينش من مؤلفات تحت عنوان «نصوص» عدد الروايات في مشهدنا المحلي، التي يتراوح إصدارها للجنسين، خلال الخمس السنوات المنصرمة، ما بين 140- 150 رواية.
* والسؤال: نعلم بأن الفنون الأدبية نصوص.. فهل استقلت تلك المؤلفات بـ»النص» كفن، لا ينتمي إلى أي فن من الفنون الأدبية الإبداعية؟!
* النظرية.. نَظَر فعل.. أما النظائر فردود استجابات!
** **
- محمد المرزوقي