إبراهيم بن سعد الماجد
كان صباح يوم الاثنين مفزعًا، حيث فتحت الجوال على رسالة تقول بوفاة أخي وحبيبي الدكتور صالح بن علي الحميدان! حقيقة من هول الصدمة لم أصدق الرسالة، فأعدت قراءتها مرة ومرتين وثلاثاً! فإذا الأمر أكيد، والقضاء نفذ! فالحمد لله على ما قضى، والحمد لله على أن مضى القضاء وهو في أحسن حال، وجهه شطر المسجد الحرام، يؤدي فريضة، ذاكرًا شاكرًا الله على نعمه وفضله.
نعلّل بالدّواء إذا مرضنا
فهل يشفي من الموت الدّواء
ونختار الطّبيب فهل طبيب
يؤخّر ما يقدّمه القضاء
وما أنفاسنا إلا حساب
ولا حسراتنا إلا فناء
وعند كل فقد عظيم، نتذكّر الفقد الأكبر، وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكيف كانت الصدمة، وكيف كان الموقف، عمر بن الخطاب، الرجل الصلب الشديد، كان عند وفاة رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، أكثر المتأثرين فعن أبي هريرة قال: لما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قام عمر بن الخطاب، فقال: إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله قد توفي، وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه، كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات، ووالله ليرجعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما رجع موسى، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مات).
إن العواطف تعمل عملها أحياناً في محاولة عدم تصديق فقد الحبيب، مهما كان إيمان الشخص، ولذا قال عمر -رضي الله عنه- مقولته في خبر وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
تذكرت ذلك الموقف من عمر -رضي الله عنه-، وأنا أبعث برسالة لصديقنا المشترك أحمد التويجري، وكأنني أريده أن يقول لي هذه إشاعة!! وكنت أنا المخبر له، لكنه رجع وأكد لي صحة الخبر.
حبيبنا وفقيدنا (أبو علي) كان استثناءً في كل شيء، فهو الهاش الباش، وهو التقي النقي، وهو صديق الجميع، وهو الذي لا يتأخر في تقديم أي خدمة لأي صديق.
أحببته في الله، وكانت العلاقة الأخوية الصافية، ووجدت جميع من عرفه، ومن لم يعرفه ولكنه سمع عنه، يشاركني هذه المشاعر، ويشاركني هذا الحزن.
لماذا؟
والجواب بكل بساطة، لهذه السماحة، ولهذا العطاء، ولهذا الصدق والنصح، ولذا كانت البلاد من شرقها لغربها، ومن شمالها لجنوبها، سواء في محبة وذكر محاسن هذا الفقد الجلل.
إنّ الطبيب بطبّه ودوائه
لا يستطيع دفاع نحب قد أتى
ما للطّبيب يموت بالدّاء الذي
قد أبرأ مثله فيما مضى
مات المداوي والمداوى والذي
جلب الدواء أو باعه أو اشترى
رحمك الله يا أبا علي، ورضي عنك وأرضاك، وأحسن عزاء أم علي، وعلي وعبدالرحمن وعمر، وأخواتهم وجميع الأسرة والمحبين.
والحمد لله الذي جعلنا مسلمين.