د. محمد بن إبراهيم الملحم
أعجبني فيما قرأته في التعميم الرسمي لقرار الثلاثة فصول أنه يشير إلى أن الإجازة بين الفصلين الدراسيين ليست بالضرورة أسبوعاً واحداً، بل يجوز أن تكون أسبوعين، وهو ما تحدثت عنه في المقالة السابقة لضرورة أن تكون هذه الإجازة أسبوعين وليس أسبوعاً واحداً لأنه لا يكفي للعائلة السعودية للتنقل والسفر، وكان ذلك ظناً مني، حسبما اطلعت عليه حينئذ لخطة العام المقبل، أن هذه الإجازة هي أسبوع واحد على الدوام، وهنا أتمنى على وزارة التعليم الكريمة أن تجعل هذه الإجازة أسبوعين مستقبلاً ويستمر ذلك على الدوام طالما أن القرار تضمن ذلك، وذلك لما أشرت إليه أن الأسبوع الواحد سلبية لا إيجابية.
جانب آخر هو أن إجازة نهاية الأسبوع المطولة التي أعلنتها الوزارة في خطة السنة المقبلة لم تقتصر على يوم واحد إلا مرتين من ست، بينما كانت أربع إجازات يومين اثنين (غير الجمعة والسبت) وهذا يعني أننا أمام أربعة أيام إجازة في الأسبوع، وهي مدة طويلة لها آثار سلبية متعددة، أولها انقطاع الطالب الطويل نوعاً ما، مما يجر معه كثرة السهر، ويكون الحضور يوم الدوام في غاية الكسل، مقارنة بما عليه الأمر في حالة إجازة نهاية الأسبوع المعتادة، وثانيها أن ذلك سيؤدي لانقطاع الطالب (خاصة الطفل الصغير) عن المهارات والمعرفة، مما يصرف ذهنه عنها، وثالثها أن هذا النموذج قد يغري ضعاف النفوس من المستهترين بالدوام بتغيب الأيام الثلاثة المتبقية من الأسبوع (أو بعضها) ليصل بين إجازتي نهاية الأسبوع في صورة إجازة طويلة، ومع أن هذا قد لا يكون ظاهرة، بيد أن إضافة بعضهم يوماً آخر إلى اليومين اللذين خصصا لإجازة نهاية الأسبوع المطولة أمر وارد جداً. ولعلنا نذكر في هذا الشأن أن قيمة الإجازة المطولة كوسيلة للأسرة لتستمتع بوقتها (أو تسافر مثلاً) لن تتحقق طالما أن هذه الإجازة ليست على مستوى كل القطاعات وليس التعليم فقط، كما أنها لمدارس التعليم العام تختلف عنها للجامعات وبقية قطاعات التعليم العالي والمهني، والأسرة قد تكون مكونة من أفراد كل منهم في مجال مختلف عن الآخر، بينما هذه الإجازة حالياً هي للطلاب فقط (ولا أعلم إن كانت للمعلمين أيضاً!)، وهذا يعني أيضاً أنه في بعض الحالات التي تكون فيها الأم موظفة وليس لديها مربية لأطفالها الذين في الصفوف الأولية أو الروضة مثلاً، فستضطر إلى البحث عمن يرعاهم في غيابها أثناء دوامها، مرة أخرى أؤكد أني من دعاة الفصول الثلاثة قبل صدور القرار، ولكنما كتابتي عنها حول القالب الذي صيغت فيه ومسوغات وظروف التنفيذ.
أخيراً، جاءتني تساؤلات من بعض الفضلاء حول مدى جاهزية الميدان لهذا القرار تمثلت في الجوانب التالية وأنقلها لكم للاستفادة: أولاً المناهج والكتب المقررة فهل تمت إعادة صياغتها جميعاً حسب الخطة الجديدة وطبعت جميع الكتب من جديد بهذا النسق؟ وأظن أن الإجابة نعم حسبما وضحه الفيديو التعريفي للمشروع، وهذا مطمئن وتشكر عليه الوزارة، ثانياً هل تم تعيين معلمين ومعلمات للموضوعات المستحدثة أو دُرّب معلمون حاليون على هذه الموضوعات؟ وحيث إن الأمر كان مفاجئاً للجميع فأظن أن الإجابة لا، ولكن أتوقع أن ما تبقى من زمن الإجازة الحالية كفيل بإنجاز هذا التدريب إن كان جاهزاً من حيث تخطيطه وأدواته ومحتواه ومتطلباته اللوجستية، ونتمنى أن توفق الوزارة في هذا السبيل، ويبقى موضوع تعيين مزيد من المعلمين للمقررات الجديدة أو للزيادات التي أشارت إليها مبررات هذا المشروع محل تساؤل، وهذا العدد من المعلمين ليس عدداً يسيراً طبعاً، السؤال الأخير والمهم جداً هو ما إذا تم تجهيز المدارس (خاصة القديمة منها) بما يتناسب والخطة الجديدة التي يقتضي فصلها الثالث الدراسة في شهري مايو ويونيو، حيث أوج حرارة الصيف، خاصة أن الدراسة السنة القادمة «حضورية»، وهذا يعني ضرورة أن تتوافر أمكنة مناسبة للفسحة على غرار القاعات المكيفة بالكامل في نماذج المدارس الجديدة، هذا عدا أن مكيفات الفصول ينبغي أن تتميز بجودتها وإمكانية توفير الصيانة الفورية لها عند الأعطال في هذا الفصل الدراسي الحاسم، ولا ننسى ضرورة التنسيق مع شركة الكهرباء للاستعداد لهذا الضغط الكبير جداً على الشبكة والذي سيواجهها السنة القادمة لأول مرة، تساؤلات وردتني وأترك الحكم لكم ولمشاهداتكم، كما أنقلها للمسئولين للاستفادة منها والله من وراء القصد.