حميد بن عوض العنزي
عادة ما تشكل التجمعات السكانية القريبة من العواصم امتدادًا لتوسعها وازدياد السكان، وفي معظم عواصم العالم يكون التركيز على المراكز القريبة كأحد أهم الحلول في توفير الامتداد الطبيعي لنمو المدن، وغالباً ما تكون وسائل النقل هي العمود الفقري والمحرك الرئيسي لمحاور التنمية فيها.
مدينة الرياض وفقاً لإستراتيجيتها المتوقع الإعلان عنها خلال الأشهر القادمة تستعد لوضع خططها التنموية لاستيعاب 15 مليون نسمة إضافي لما هو حاليًا بمجموع يصل إلى 30 مليون نسمه حتى العام 2030، وهذا كما تطرق له سمو ولي العهد يعني رفع مستوى خدمات النقل والإسكان والبنى التحتية وما يرتبط بمنظومة جودة العمل.
وأعتقد أن الرياض تتميز بوجود مساحات محيطة واسعة وامتدادها الجغرافي والسكاني لا يزال يتسع للمزيد إذا ما أخذنا بالاعتبار المحافظات المحيطة بالعاصمة، والتي يمكن أن تكون خيارًا جيدًا للسكن، ويلاحظ في السنوات الخمس الأخيرة أن التمدد بالفعل ربط الرياض بما يجاورها حتى أنك لا تلاحظ أي فريق حين الانتقال من الرياض إلى المزاحمية أو ضرما مثلاً، وقس على ذلك بقية المحافظات كالخرج ورماح وغيرها.
هذه المحافظات ستكون جاذبة للسكن وكمقرات لبعض الشركات، وهذه الخيارات ستكون عالية الطلب لو أن شبكة القطارات تمتد إلى تلك المحافظات لتتكامل مع منظومة النقل داخل المدينة، وهو ما نتمنى أن تأخذه الهيئة الملكية لمدينة الرياض بالاعتبار لتكون هذه المحافظات ضمن اهتمامها خصوصاً في مشاريع النقل العام، والتي تعد من أهم العوامل المؤثرة في جاذبية هذه المحافظات.
هناك فرص كبيرة وواعدة في هذه المحافظات إذا ما تم ربطها بالعاصمة بوسائل نقل حديثة توفر خيارات أوسع من حيث مزايا السلامة والتغلب على تحديات الازدحام المروري وتوفير الوقت، وهذا سينعكس على اقتصاديات المحافظات وتشجيع المشاريع الصغيرة والريادية فيها.