م/ نداء بن عامر الجليدي
لكي أكون منصفاً بالطرح فقد وجدت هذه الفكرة مطبقة في إمارة منطقة مكة المكرمة قبل أكثر من عقد من الزمن تحت مسمى تميز بحيث «لا تمنح إلا للعمل المميز والجهد البارز ذي الصفة الفردية أو الجماعية، ولمن لديه القدرة على تأصيل المبادئ الإسلامية في آداب المهن وإتقان العمل، وأيضاً من لديه القدرة على إظهار الإبداع الحضاري لإنسان منطقة مكة المكرمة، ولمن يعمل على تشجيع توظيف التقنيات الحديثة في التطوير، وفاعل للارتقاء بمستوى الأداء والجودة، وتنمية وتطوير الموارد البشرية في المنطقة»، وقد أثبتت نجاحها بشكل باهر وكانت مشجعة للعديد من الجهات بل تم وضع معايير وشروط التقديم عليها ضمن نطاق عمل أي مشروع أو فكرة سوف تقام بمنطقة مكة المكرمة من قبل تلك الجهات للفوز بأحد أفرع الجائزة. السؤال هنا لماذا لا تكون هذه الفكرة على مستوى المملكة لتشمل ذلك جميع ما يقدم للمواطن والمقيم والزائر من خدمات بلدية وإسكانية وترفيه وصحة وتعليم.. الخ، وتنعكس على المستفيد بالأهداف المرجوة من طبيعة هذه الخدمة. لأن الوضع الحالي التي نعيشة اليوم تقدم لنا هذه الجهات التي تختلف خدماتها للمستفيد بدون تقييم لمستوى الرضا نحو تلك الخدمات، ولا يوجد مشجع أو جهة تتبنى تشجيع وتكريم الجهة التي تقدم عملها وخدمتها بشكل مرضي وأفضل للمستفيد لكي نرفع مستوى الخدمة بين تلك الجهات الحكومية. وكذلك ننمي لدينا احترام وشكر العمل الذي يخرج عن الطبيعي أو المطلوب أو المفروض من مؤسسات الدولة في مختلف القطاعات الحكومية، وذلك دون تفريق بينها على مستوى أهمية الخدمة المقدمة للمستفيد، وإنما انطلاقًا من روح المنافسة التي تبرز التميز وتقدم النموذج المشرف للمملكة على مستوى العالم ولشعبها العظيم. لدينا فرصة لتحسن تلك الخدمات من خلال خلق التنافسية بين تلك الجهات الحكومية وصولاً إلى الأفضل وذلك تيمناً برؤية المملكة 2030 التي أكدت ذلك من خلال مهندسها صاحب السمو الملكي ولي العهد ولعلي استشهد بكلمات شاعر الكلمة بهذا الصدد الأمير خالد الفيصل حينما قال إننا في عصر لا يقبل إلا التميز، وقائدنا هو الرائد، ومرحلة لا تقبل إلا الرقي، وشعبنا هو الصاعد، وعالم لا يقبل إلا التقدم، ووطننا هو الواعد، وإنسان سعودي طموح لا يقبل السفوح، مكانه القمم بين الأمم، إنه التميز ولا بد من الاعتراف بالفضل لأهل الفضل ومن لا يكرم لا يكرّم....... ودمتم بود.