د.عبدالعزيز الجار الله
خلال الأيام والأسابيع الماضية تناولت الساحة الإعلامية ووسائل الإعلام موضوعات لها أهميتها المحلية، هي:
- هل لقاح كورونا إجباري على المواطن والمقيم؟
- عدم رفع مكبرات الصوت في الصلاة إلا في الأذان والإقامة.
- نظام التعليم الجديد وتحويل الدراسة إلى ثلاثة فصول وعطلات موزعة على طول العام الدراسي.
وتناول النقاش المضامين والدلالات، وكان الحوار يتم عبر التواصل الاجتماعي بشكل كامل ومكثف، أما وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية فكانت مقلة، ومشاركتها محدودة، فالموضوع محلي بحت، وله أهميته وحساسيته في أوساط المجتمع لأنه يمس حياتهم اليومية وبعض المظاهر الدينية والاجتماعية، فقد كانت هذه الموضوعات حاضرة في التواصل الاجتماعي والمجالس الخاصة واللقاءات الجانبية للمجتمع، أما الوسائل الإعلامية الرسمية فكانت محدودة، مما جعل التواصل الاجتماعي هو من يشكل الرأي العام السلبي أو الإيجابي لدى المجتمع، حتى أصبح التواصل الاجتماعي هو من يشكل ويقرر الرأي العام ومقياس وتقييم القضايا والموضوعات.
لا أحد ضد التواصل الاجتماعي لكن لا بد أن يكون للعمل الإعلامي والقضايا من يوجهها ويعيد البناء والتركيب بوعي ومهارة إعلامية حتى لا ندخل بالتخبط والعشوائية والضبابية، وإلا لماذا تخصص الدولة ميزانيات مالية وموارد بشرية للإعلام والثقافة والتعليم والأجهزة الرقابية والتخطيطية؟ لماذا الصرف والميزانيات مقابل ترك التواصل الاجتماعي يدير دفة الرأي العام والدفع بتوجهات قد لا تكون الصحيحة والصائبة والأكثر شفافية وحوكمة؟
نحن بحاجة من جديد إلى بنية تحتية متينة للرأي العام يشترك بها المجتمع والفاعلون في التواصل الاجتماعي والأجهزة الإعلامية والثقافية والتخطيطية الرسمية، وتكون قاعدتها قوية تخضع لنقاش معمق وحقيقي بين هذه الأجهزة بدلاً من العمل من خلال جزر متباعدة، وترك الأمور للصدف والتحولات السريعة والمراهنة على المتغيرات والقرارات التي تتم في اللحظات الأخيرة والتراجعات، فالمجتمع وصل إلى النضج والمسؤولية والوعي الوطني لا ينفع معه الحلول التي يعالجها طول الوقت.