«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
حينما تسلم الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل هيئة الرياضة قبل أن تتحول لوزارة لاحقاً، بحثت الجماهير الرياضية عن «ميوله» الرياضية ولأي نادٍ ينتمي، حدث ذلك بعيداً عن تاريخه كرياضي «متسابق» في الراليات، وبعيداً عن ما سيقدمه خلال وجوده على رأس الهرم الرياضي، وهذا شأن كل مسؤول رياضي يستلم زمام الأمور في القطاع الرياضي سواء في الوزارة أو الاتحادات.
بدأت مرحلة الأمير عبدالعزيز عمله برسم الاستراتيجيات سواء الخاصة بالوزارة أو اللجنة الأولمبية أو الاتحادات الرياضية، وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين ودعم واهتمام من سمو ولي العهد، استطاعت الرياضة السعودية من القفز عبر خطوات متسارعة ولكنها مدروسة، إذ استطاعت السعودية استضافة العديد من الرياضات والفعاليات الرياضية مثل المصارعة الحرة بتواجد نجومها الكبار، واستضافت رالي داكار مرتين، كما ستستضيف فورمولا إي 2022، واستضافت السوبر الايطالي، والسوبر الاسباني، وكما أعلن سموه أن هذه الاستضافات سوف تستمر، كما تستضيف السعودية بطولة السوبر غلوب لكرة اليد، وجولة العالم لكرة السلة.
وعلى مستوى كرة القدم، قدمت وزارة الرياضة بوجود وزيرها «الشغوف» عبدالعزيز بن تركي وبدعم من سمو ولي العهد، العديد من الخطوات الجبارة لتطوير كرة القدم السعودية عن طريق الأندية، فاليوم أصبح الدوري السعودي الذي يحمل اسم دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، أقوى دوري عربي، ومن أقوى ثلاث دوريات على مستوى القارة الآسيوية، والطموح الذي أعلن عنه سمو ولي العهد هو رؤية الدوري السعودي من أفضل عشرين دوري في العالم، وهو ما تحقق بعد أن أعلن سمو ولي العهد عن ذلك بداية هذه السنة، إذ إن القيمة السوقية للدوري السعودي جعلته يحتل المركز الـ20 على مستوى العالم، وهذا لم يكن ليحدث لولا دعم واهتمام القيادة بالقطاع الرياضي.
كما رسم سمو الأمير الشاب عبدالعزيز بن تركي خطة لإنقاذ الأندية من الديون، ووضع خلال الموسم الفائت لجنة معنية بمراقبة الوضع المالي للأندية، وتم تشكيل لجنة باسم «لجنة الكفاءة المالية»، بضوابط محددة، وعدم استثناء أي نادٍ لم يتجاوزها، وهذا ما حدث خلال فترة التسجيل الماضية، والتي لم تستطع بعض الأندية «ومن بينها أندية جماهيرية» من التسجيل، وهذا الأمر سيحد من التجاوزات المالية التي تحدث في الأندية.
ومثلما هناك عقوبات صارمة وعدم استثناءات، فهناك دعم للأندية التي تهتم ببعض الجوانب المالية والإدارية وفي الألعاب المختلفة، وهذا ما تم إطلاقه خلال الموسم الماضي تحت اسم «استراتيجية دعم الأندية» والتي تهدف لتطوير الوضع المالي والإداري في الأندية وحثها على الاهتمام في الألعاب المختلفة وهذه الأخيرة لها ميزانية من ضمن الاستراتيجية ومن لم يطبقها لا يستحق البند الخاص بها، وقد استفادت الكثير من الأندية من هذه الاستراتيجية ويكفي أن نقول إن نادي الاتحاد خلال هذا الموسم حصل على 115 مليون ريال، ونادي الهلال حصل على 113 مليونا، ونادي الأهلي حصل على 109 ملايين، بينما تقدمت أندية مثل الوحدة وأبها والشباب على فريق النصر في جانب الدعم، ولا شك بأن هذا يعطي مؤشراً على وجود خلل في فريق النصر ومن يليه من الفرق التي لم تستطع تجاوز الـ100 مليون، ولكن في المجمل هذا الدعم نتج عنه دوري قوي، وتنافس شرس، وتقارب في مستويات الفرق، وحضور عدد من نجوم العالم للعب فيه.
وفي الجانب الميداني، تنقل سمو وزير الرياضة من التواجد في الألعاب المختلفة والفعاليات التي استضافتها السعودية إلى حضور وتتويج فرق كرة القدم التي حصلت على إنجازات سواء في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين أو دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى، وهذا لا شك يحسب لسموه الذي حضر قبل أيام مباراة المنتخب السعودي ونظيره اليمني في المدرجات وسط الجماهير، مرتدياً تيشيرت المنتخب السعودي، ومصفقاً وداعماً للمنتخب، وهذا هو «الشغف» الذي تحدث عنه سمو ولي العهد، حينما قال بأن الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل كفء لمنصبه وهو شغوف بالرياضة ولذلك أبدع فيها.
وعوداً على ذي بدء، كما تساءلت الجماهير الرياضية عن «ميول» الوزير «الشغوف» تركت هذا السؤال، واستبدلته بـ«التصفيق والإشادة» بكل ما يقوم به سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل الرجل الاستثنائي في وزارة الرياضة.