إيمان حمود الشمري
سؤال بُني عليه أحد أهم أهداف رؤية 2030، ليبقى هذا السؤال غصة في حلق كل من ابتلع أموالاً بغير حق، إذ عُرف منذ آلاف السنين أن مترفيها فسقوا فيها، ما لم يكن رقيب يتابع ويحاسب ويحقق بهذه الأموال الطائلة التي اكتسبها البعض بطرق ملتوية.
منذ أن نطقها ولي العهد بقول صريح وواضح تحول خلال السنوات التي بعدها إلى فعل، قالها محمد بن سلمان في 2 مايو 2017: (لن ينجو أي شخص تورَّط في قضية فساد مهما كان منصبه) وبعدها ابتدأت الحرب على الفساد كونها أحد الإصلاحات الهيكلية التي ستساهم ببناء دولة قوية تخضع لسلطة و(قانون لا يحمي المترفين)، ويعزِّز من شفافية الدولة وعدم محاباتها لأحد، كي تبني بذلك قوة اقتصادية لن تتحقق ما لم تكن سلطة تحكم قبضتها على المكاسب غير المشروعة بما فيها من عقارات وأسهم وأرصدة مالية في البنوك، وهذا ما حصدته المملكة العربية السعودية من حملة مكافحة الفساد التي بلغت 247 مليار خلال ثلاث سنوات فقط من الحرب عليها وحققت الدولة بالتعاون مع هيئة الرقابة ومكافحة الفساد بقيادة معالي رئيس الهيئة الأستاذ مازن إبراهيم الكهموس الذي يبذل جهوداً مضنية وجبارة مع فريق عمله وبالتعاون مع جهات أخرى تتكاتف لمحاربة الفساد، إذ قفزت المملكة بجهودهم عام 2019 للمركز الـ 51 عالمياً من أصل 180 دولة، والمركز العاشر بين مجموعة دول العشرين طبقاً لتصنيف منظمة الشفافية الدولية، وها نحن نرى مدى التطور الذي تعيشه المملكة بعد اجتثاث آفة الفساد والتي لا يزال العمل مستمراً لتنهض السعودية وتتقدَّم مع مصاف الدول دون أن تثقلها أيادي الفساد لتغرقها وتعيق مسيرة تقدمها وارتفاعها.
عناوين عريضة بالصحف لأسماء كبيرة تساقطت وتهاوت أمام هيبة السلطة، واختلاسات ورشاوي كثيرة عادت لخزينة الدولة، قضايا غسيل أموال وصفقات وهمية، وترسية عقود، وتلاعب تورَّطت بها أسماء لم تراعِ الدين ولا الجانب الوطني، أيادٍ قطعتها الدولة بمعول النزاهة ردعاً لها ولغيرها، ولم تكتف المملكة بمحاربة الفساد داخلياً، إذ اتسع نطاق اهتمامها بإطلاق مبادرة من قلب العاصمة الرياض للعالم بإنشاء شبكة عمليات عالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد كي تضيِّق الخناق على من تسوِّل له نفسه النهب والخروج خارج بلده للحرية دون مساءلة، إذ سوف تتبادل الدول المعلومات للحد من انتشار الفساد عالمياً، حيث قدَّمت المملكة دعمها للشبكة بـ 10 ملايين دولار.
لا يمكن أن ننكر أو نتجاهل أن المملكة الآن تعيش عصر الازدهار الذهبي في ظل مكافحة الفساد وإزالة كل ما يعيق تنميتها، إن أحداً لم يكن يتوقَّع أن يأتي رجل ينبش الماضي، رجل مختلف الملامح لا يغفر الأخطاء لا يسامح، ذلك الرجل هو: محمد بن سلمان.