د. صالح بكر الطيار
بحكم عملي وعلاقاتي مع عديد من الأخوة السفراء ووقوفي كشاهد عيان وممثل لوطني في الخارج واطلاعي المستديم على التحديات والمتطلبات التي يشهدها العالم وما نتعرض له من هجمات ممنهجة من خلايا الإعلام الخفي الحاقد على بلادي فإني أرى أن هنالك أدواراً متعددة للسفارات في الخارج يجب أن تضع لها خطط متواصلة بما يواءم تحديات المرحلة وبما يوازي الرد على كل إساءة أو اتهام يتم نحو بلادنا.. فالكل في الخارج مسؤول سواء كان سفيراً أو قنصلاً أو من منسوبي السفارة وحتى من المواطنين الذين يعملون في الخارج أو من ضمن الرعايا السعوديين المقيمين في البلدان الخارجية.
يجب أن يتم التركيز بشكل كبير على الإعلام الخارجي في السفارات وأن يكون هنالك متابعة دقيقة ودؤوبة لما ينشر في وسائل الإعلام في تلك البلدان وأن يكون في السفارات خبراء ومحللون يرصدون تداعيات ما يتم تناقله وكيفية الرد عليه بعقلية واتزان وأن يكون هنالك إعلام مواجه لتلك الحملات يحافظ على سمعة الوطن في الخارج وعلى الرد على الأكاذيب والأباطيل والادعاءات مع أهمية متابعة الهجمات الإلكترونية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وما تحتويه.
وأرى أن يكون لدى السفارات بالخارج تنسيق متواصل من خلال الملحقيات الثقافية بتقديم كل أنواع الدعم للمبتعثين المتميزين في بعض الدول وأن تكون السفارة حاضرة في تكريم هؤلاء العباقرة والذين تلقوا عروضاً من جامعات ومراكز بحثية في الخارج وأن تكون السفارات صوتاً يدعم المبتعث الذي حصل على شهادات وبراءات اختراع حتى يستفيد من طاقته الوطن وعلى السفارة أيضا أن تكون سباقة في تكريم وتتويج هؤلاء الأبطال فكما تكرمهم الجهات الخارجية فسفارتهم أولى بأن تقدم كل التكريم لهم.
ويجب أن تسعى السفارات والقنصليات في الخارج إلى تطوير أدائها والاستفادة من إمكاناتها وأدواتها وضرورة المضي نحو العالم الأول من خلال تميز أداء السفارة وحضورها في محافل تلك الدول مع أهمية مبادرة السفارات إلى تعريف الشعوب بالخارج عن تاريخ وأمجاد هذه البلاد الدينية والتاريخية والاجتماعية والثقافية والسياحية مع تنشيط جانب التعريف بأوجه الاستثمار في الوطن التي لا تزال مغيبة عن المستثمرين الأجانب لقلة التثقيف والوعي بالجوانب السياحية ومقومات التجارة في المملكة وتعريف العالم أجمع برؤيتنا الواعدة.. إضافة إلى أنني أتأمل أن يتم تفعيل جانب التعاون التعليمي والصحي والخدمي بين البلدان الخارجية والمملكة من خلال تقوية أواصر العلاقة وإيجاد قنوات متجددة لتحقيق أهداف الوطن في كل المجالات.