أحمد المغلوث
سعدت كما سعد كل من عرفه عن قرب أو حتى من خلال بروزه إعلاميًا متحدثًا رسميًا لوزارة الصحة.. هذه الوزارة التي تقف دائمًا في مواجهة كل ما يمس صحة الوطن والمواطن بسوء.. سعدت بتكريمه من قبل جائزة مكة للتميز.. هذه الجائزة التي تشرفت أن تكون لسعادة الدكتور محمد بن خالد العبد العالي المتحدث الرسمي لوزارة الصحة كعرفان وامتنان لطبيب إنسان لما قدمه خلال عمله وما زال يعطي ويواصل العطاء هو وكل العاملين في القطاع الصحي وهم يعملون من أجل الوطن وصحة المواطنين ليل نهار.. لقد عرفت الدكتور العبد العالي منذ سنوات عندما كنت على رأس العمل كمدير للعلاقات العامة والإعلام بصحة الأحساء وكعضو فاعل في «لجنة أصدقاء المرضى» بل كنت أشاهد ذلك الاهتمام الكبير بكل ما من شأنه يخدم المرضى في المنطقة بل كان له اهتمامه الكبير بحكم تخصصه في مجال الأمراض الوبائية فكان وراء العديد من إنجازات «مركز الدم الوراثية بالأحساء» مع الاختصاصية مديرة المركز أيامها الدكتورة «هدى المنصور» وبحكم عملي وما لمسته من رغبة من إدارة مستشفى الخفجي أن يستضيف إحدى الندوات أو المحاضرات التوعوية التي كان يعدها المركز ضمن نشاطاته وفعالياته التوعوية والإرشادية وعندما اقترحت على حبيبنا د. العبد العالي والدكتورة المنصور فكرة تنظيم «ندوه عن أمراض الدم الوراثية» في الخفجي.. لم يتردد سعادته بل إن حماسه فاق ما كنت أتصور مؤكدًا أن رسالة المركز هي الوصول لأكبر عدد من المواطنين في كل مكان.. فسافرنا فريقًا متكاملاً بدون تكاليف من الصحة حيث ساهمت إحدى الوكالات الإعلامية بتبني الندوة بالتعاون مع مستشفى الخفجي.. وبفضل الله ثم بحماس واهتمام كل من الدكتور أبي خالد والدكتورة المنصور وأعضاء الفريق وبرعاية محافظ الخفجي أيامها نجحت الندوة نجاحًا كبيرًا إعلاميًا وتوعويًا وحتى حضوريًا حيث كان الحضور الجماهيري لافتًا.. لقد كان هذا المتحدث الرسمي لوزارة الصحة منذ عرفته متحدثًا مبهرًا يحسن اختيار عباراته ومفردات كلماته التي تدخل الأذن بدون إذن، وكم كانت المسافة التي قطعناها ما بين الأحساء إلى الخفجي ذهابًا وبعد ذلك إيابًا قصيرة في عمر الزمن ونحن نستمع لأحاديثه المشبعة بالثقافة والعلم وذلك الكنز الذي يملكه في مجال تخصصه، فلا عجب بعد ذلك أن يصل إلى ما وصل إليه من مكانة في عمله جعل الجميع يشيرون إليه بالبنان، بل إنه رغم الأرقام والإحصاءات التي يذكرها ويؤكد عيها خلال بيانه اليومي للصحة تجد من يصيخ السمع لما يقوله.. فحديثه سهل ويسير وله تأثيره الكبير.. ولا يملك الواحد منا وهو يشاهده ويتابعه إلا أن يردد ما شاء الله وتبارك الله.. ومن هنا بات من المبرزين على مستوى الوطن في مجاله.. ولو تركت العنان لوصفه بحكم أنني عرفته عن قرب ربما نعتني أحدهم بأنني أبالغ أو أجامل كوني من الأحساء التي كلانا ننتمي إليها.. مع أن الحق يجب أن يقال.. ولمثله تكتب الإشادة والمقال.. فهو قبل وبعد عال العال.. وإذا كان في الفن علم «الجمال» فما أروعه من علم عندما يكون بيننا والمتحدثون أمامنا من يملك جمال اللغة وبلاغة الكلمة.. فكيف الحال عندما يكون المتحدث حباه الله بالقدرة على التأثير المثير.. في زمن وباء خطير.. حاربه الوطن وتصدى له الجميع بالاحترازات واللقاحات والتوعية الصحية المثمرة.. شكرًا وطني شكرًا وزارة الصحة.. شكرًا الدكتور العبد العالي وألف مبروك.