سهوب بغدادي
أظهرت دراسة نشرتها «مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها» (CDC) في الولايات المتحدة الأمريكية، أن الدراسة افتراضياً عن بُعد قد تشكل عدة مخاطر على الصحة النفسية للأطفال وذويهم، مشيرة إلى الدعم المتنامي لدور الأسرة خلال العملية التعليمية في ظل تفشي وباء كورونا، حيث شدد معالي وزير التعليم مراراً على تعاظم أهمية الأسرة لدعم وضمان استمرارية التعليم الإلكتروني خاصة باعتبار التعليم عن بُعد أمراً مستحدثاً على مجتمعاتنا العربية ولم نشهده من قبل، فلله الحمد والمنة من قبل وبعد على التدخل الاستشرافي المختص لوزارة التعليم التي قامت بإنشاء منصتي في يوم وليلة فقط وآتت ثمارها بفضل الله ثم بفضل السواعد السعودية الملهمة. من هنا، وتزامناً مع إعلان وزارة التعليم عن آلية الدراسة في العام الدراسي المقبل، وجميع التغييرات اللافتة والإيجابية -بإذن الله- أتمنى أن يتم التعامل مع الطفل وذويه بما يتوافق مع الدراسة المذكورة آنفاً، باعتبار أن الجائحة قد خيمت بظلالها على البشرية وتأتي منها أمور غير مرغوبة، كظاهرة العزلة التي أصبح البعض يستجلبها ويفضلها على الحياة الطبيعية وغيرها من التداعيات النفسية والجسدية تباعاً، لذا يعد قرار عودة الدراسة حضورياً أمراً لازماً في وقت ما، ولكن الأولى أن تكون التهيئة النفسية المسبقة متصاحبة مع المرحلة الجديدة، فكل شيء مألوف بالطبع، تلك المقاعد الخاوية لعام أو ما يزيد، ستعج بأصوات وضحكات وآراء تستلزم التنظيم لضوضاء الفكر المنعزل، فالهدف أن تكون عملية الانتقال من جنبات المنزل الدافئة إلى مقاعد الدراسة ذات الهيبة بكل سلاسة وبأقل نكسات نفسية. لذلك اقترح أن يتم العمل على محتويات جاذبة بصيغ متنوعة، فيديو، صور، صوت، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعية ودعمها والترويج لها عبر الدعاية والإعلان، لتتم تهيئة الطفل عبر 10 ثواني في الفاصل الدعائي حين يشاهد برنامجه عبر اليوتيوب أو بأن يرى اللوحات الضخمة في الشوارع التي تحاكي الذهن والخيال، ولابد أن يتم التأكيد وتوضيح أن العودة والخروج من المألوف ومنطقة الراحة أمر غير سهل في بادئ الأمر ولكن هنالك العديد من الخطوات التي يستطيع الطالب وذويه أن يقوموا بها، فتكون المادة التوعوية قائمة على أبحاث وطرق علمية نفسية سلوكية، بهدف إزالة العائق والحاجز النفسي -بحول الله وقوته-.